إلى قرنه ودخل إلى دماغه وأما سيف شبيب فوقع في الطاق وسمع عليا يقول: لا يفوتنكم الرجل. وشد الناس عليهما من كل جانب، فأما شبيب فأفلت، وأخذ عبد الرحمن بن ملجم فأدخل على علي فقال: أطيبوا طعامه وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا ولي دمي عفو أو قصاص وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين.
فقالت أم كلثوم بنت علي: يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين؟ قال [ابن ملجم]: ما قتلت إلا أباك. قالت: فوالله إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس. قال: فلم تبكين إذا؟ ثم قال: والله لقد سممته شهرا - يعني سيفه - فإن أخلفني فأبعده الله وأسحقه.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الجود البتروني الحنفي في " الكوكب المضئ في فضل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي " (ق 63 نسخة طوپ قبوسراي بإسلامبول) قال:
وقال شيخ الإسلام ابن حجر: عبد الرحمن بن ملجم المرادي ذاك المعثر الخارجي ليس بأهل أن يروى عنه وكان أولا عابدا قانتا لله لكنه ختم له بشر فقتل أمير المؤمنين عليا متقربا إلى الله تعالى بدمه يزعمه فقطعت أربعته ولسانه وسلت عيناه ثم أحرق نسأل الله العفو والعافية.
وقال الذهبي: عبد الرحمن بن ملجم: كان فاتكا ملعونا، وسبب قتله لسيدنا علي رضي الله عنه ما رواه الحاكم أنه خطب امرأة يقال لها قطام وكان علي رضي الله عنه قتل أباها من جملة الخوارج فقالت له: إن عليا قتل أبي بغير حق وكلته في قتله بأبيها قودا وطلبت منه ثلاثة آلاف وعبدا أو قينة حتى تنكحه، فظن المغرور أنها صادقة في القتل بغير حق.
وفيه أيضا:
مات رضي الله عنه مقتولا والذي تولى قتله الشقي عبد الرحمن بن ملجم المرادي الحميري لعنه الله ويدل على جواز لعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: يا علي