فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1 ص 27 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد، الهند) قال:
عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية للأسد، فبينما هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر ثم تعلق رجل آخر حتى صاروا فيها أربعة فجرحهم الأسد فانتدب له رجل بحربة فقتله، وماتوا من جراحتهم كلهم فقاموا أولياء الأول إلى أولياء الثاني فأخرجوا السلاح يقتتلوا، فأتاهم علي ففقه ذلك فقال: تريدون أن تقاتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي إني أقضي بينكم بقضاء إن رضيتم فهو القضاء وإلا حجز بعضكم على بعض حتى تأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حق له، اجمعوا من قبائل الذين حضروا البئر ربع الدية وثلث الدية ونصف الدية [والدية] كاملة، فللأول الربع لأنه هلك من فوقه وللثاني ثلث الدية وللثالث نصف الدية وللرابع الدية، فأبوا أن يرضوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند مقام إبراهيم فقصوا عليه القصة، فقال: أنا أقضي بينكم واحتبى، فقال رجل من القوم: إن عليا قضى بيننا، فقصوا عليه فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم، وفي لفظ: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: القضاء كما قضى علي. (ط، ش، حم، وابن منيع، وابن جرير، وصححه، ق وضعفه).
ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن عمرو النبيل المعروف بالضحاك الشيباني المتوفى سنة 287 في كتاب " الديات " (ص 78 ط مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت) قال:
حدثنا أحمد بن الفرات، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا إسرائيل، عن سماك عن حنش، عن علي رضي الله عنه، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فوجدت حيا زبوا زبية للأسد فصادوه وهو في زبيته فطافوا به - فذكر مثل ما