ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنهم هناك:
فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الحسيني الشافعي في " التبر المذاب " (ص 81) قال:
قال الواقدي وهشام بن محمد: لما رآهم الحسين مصرين على قتله، أخذ المصحف ونشره، ونادى: بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بم تستحلون دمي؟ ألست ابن بنت نبيكم؟ ألم يبلغكم قول جدي في وفي أخي " هذان سيدا شباب أهل الجنة "، إن لم تصدقوني فاسألوا جابرا وزيد بن أرقم وأبا سعيد الخدري، والله ما تعمدت كذبا منذ علمت أن الله سبحانه عقب عليه أهله، والله ما بين المشرق والمغرب ابن نبي غيري فيكم ولا في غيركم.
فقال شمر: الساعة ترد الهاوية. فقال الحسين: الله أكبر، أخبرني جدي رسول الله " ص " قال: كأن كلبا ولغ في دماء أهل بيتي، ولا أخالك إلا إياه. فقال شمر: لا أعبد الله على حرف إن كنت أدري ما تقول.
ثم قال الحسين: أيها الناس، أنشدكم الله ألستم تعلمون أني ابن بنت نبيكم، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن جدي رسول الله، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن أمي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاما، ألستم تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عم أبي، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي، أنشدكم الله ألستم تعلمون أن جدي رسول الله قال: " هذان ريحانتاي من الدنيا "؟! فبما تستحلون دمي، وجدي الذائد على الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الشارد عن الماء، ولواء الحمد بيد أبي يوم القيامة، ثم أنشد يقول:
أنا ابن علي الخير من آل هاشم * كفاني بهذا مفخرا حين أفخر