حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ١٩٣
الشيخين، وواجه في أيامه الأولى مشكلات متنوعة مستعجلة وقع حلها بعد التباشير السفيانية موقع امتحان لم يخرج منه (أبو عمرو) رضي الله تعالى عنه حتى فرض عليه أن يسير في طريق، ويسير الناس كافة في طريق آخر.
وجد أمامه مشكلة قضائية، وأنت تعلم ما لهذه السلطة من قدس وأهمية في الإسلام، وتعلم ما أحاطها به النبي من قيود وحدود وما اشترع لها من موازين وأقيسة، وما فرض لها من طهر ونزاهة وما أقامها عليه من مساواة وعدالة، وما وهبها إياه من حرية واستقلال، ذلك لتكون أمنا من كل خوف، وضمانا من كل اعتداء ومرجعا للحق في مشاكل الدماء والأعراض والأموال فما دونها من الأحداث المخلة بالأمن، المقلقة للراحة.
فما هذه المشكلة التي واجهها أبو عمرو، وكيف حلها؟
كان في المدينة رجل فارسي اسمه (الهرمزان) ألقاه حظه السيئ في طريق عبيد الله بن عمر بعد مصرع أبيه بيد أبي لؤلؤة، ولم يكن الهرمزان يعرف لنفسه ذنبا، ولا يتهمه أحد من الناس بخطيئة، نعم كان يعرف نفسه ويعرف الناس فارسيا، ولا يعرف هو ولا يعرف الناس يومئذ هذا اللون من العداء العنصري الذي عرف بعد ذلك في العهود الأموية، ويمضي الهرمزان كعادته مطمئنا محميا بالقوانين الإسلامية العادلة، ولكن عبيد الله لا يؤمنه ثم يدينه بذنب أبي لؤلؤة لا لشئ إلا
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست