حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ١٤٧
يوم اليمامة لم تكد تمضي الشهور الأولى من عهد أبي بكر حتى أقنعت أتباع علي بصواب سياسته في القعود عن حقه، وأقنعت خصوم علي بخطأ سياستهم في تأخيره عن هذا الحق، وجاءت الحوادث واحدة بعد الأخرى تبرهن على هذه الحقيقة بمظهريها المتناقضين هذين، وهل حوادث الردة، إلا الصدى الصحيح لانقسام أهل المدينة، وللوثوب بعلي الذي كان قياس الواثبين على الإسلام؟ وهل مقاطعة العهد القائم، والامتناع على إخراج الزكاة عند فريق من المسلمين كبير، إلا الجواب العملي لتأخير علي، وتقديم غيره مما لم يكن منتظرا، ولا متوقعا ولا مرضيا؟ وهل هذه الحوادث جميعا، سواء فيها حادث الردة وحادث المقاطعة، إلا الوثائق المادية لصواب علي فيما ذهب إليه من تضحية وصبر وانقياد للعهد القائم الذي لم يرع في علي كل حرماته؟ إن هذه الأحداث من شهور العهد البكري الأولى لم تبق شكا بحقيقة تلاقت عندها الأدلة الواقعية من طرفيها المتناقضين، فاقتنع خصوم علي بأن تأخيره كان خطأ، واقتنع أنصاره بأن سكوته - وقد أخر - كان صوابا،
(١٤٧)
مفاتيح البحث: الزكاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست