حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ٣٩
مؤتمر قريش بلغني أن ابن أمتكم (سمية)، أفاق ذات صباح، فوجد نفسه بمعجزة من معجزات محمد سيدا كالسادة! بل بلغني أنه وجد نفسه سيدا فوق السادة، ابتنى في بيته كعبة، واتخذ فيه محرابا، في سابقة ذات خطر عند هؤلاء الصابئين! فليس هو اليوم ابن سمية، وليس هو عمارا، وإنما هو أبو اليقظان!. وهو منذ اليوم رفيق إله عظيم يتجلى له في كعبته ويشرق عليه في محرابه، يسمع منه، ويلقي إليه، ويحب كل منهما صاحبه، فلو عاد أبو حذيفة - إن كان لميت عودة - لوجد نفسه صعلوكا، فما أدري أيأذن له ابن أمته أن يكلمه، أم يزويه هذا ويقصيه، ويعرض عنه كما يعرض عن غيره من كبراء قريش الذين عادوا صغارا، وحلمائهم الذين عادوا سفهاء، وسادتهم الذين عادوا أهون من الرقيق أمرا، وأضعف من الإماء شوكة؟!.
قال ذلك أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية، لأبي جهل عمرو بن هشام طاغية بن مخزوم. ولم يمهله أن يرد عليه جوابه، بل تابع تهكمه المثير فقال: ليت لنا عبدا عملاقا كعمار يسفر لنا عند محمد ورب محمد، إذن يكون لنا منه
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست