حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ٥٢
عمار وأبو جهل كان عمار بن ياسر قائما يصلي في مسجده من بيته، عندما طرق الباب، وكان الطارق رجلا قصيرا أفطس الأنف، أسمر اللون، تضرب سمرته إلى السواد، وخفت أم عمار إلى الباب مرحبة بالقادم الكريم: أهلا بأبي أسامة مولى رسول الله وابنه وحبيبه. زارتنا الرحمة، وعبق بيتنا بأنفاس النبوة. قالت ذلك وهي تقود زيد بن حارثة إلى مصلى عمار، ثم وقفت حين أخذ مجلسه، تحدثه ريثما ينفتل عمار من نافلته وكان الوقت أصيلا، عذب النسمة، شاحب النور، فإذا سلم عمار من صلاته، نهض فحيا زيدا ورحب به، ولم يكد يجلس إليه حتى ابتدره زيد قائلا: هل لك - أبا اليقظان - أن نخرج معا إلى (البيت) ونلم بأندية قريش؟
قال عمار: ولم لا نذهب إلى (دار الإسلام) فنستمع إلى حديث رسول الله، فيما بقي من الوقت، ونصلي الفريضة إذا مالت الشمس؟.
قال زيد: أقبلت إليك من (دار الإسلام) وقد حملت إليها بشارة أرسلني (أبو القاسم) أتحقق منها، ورأيتني على بابك،
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست