حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ١٩٥
النظام الاشتراكي، راجعا إلى نظامه القبلي الجاهلي الذي يستخدم القضاء فيما يستخدم من السلطات الشعبية لحماية المصالح الطبقية.
ومهما كان من أمر فإن عثمان لم يحل هذه المشكلة حلا إسلاميا، بل حلها حلا عصبيا، فكدر خواطر المسلمين، وأخافهم بهذه الفاتحة على دمائهم وأموالهم فما دونها من حقوقهم التي تعرضت للرغبات الخاصة بعد وفاة القضاء!.
ووجد أمامه مشكلة مالية، هي مشكلة التضخم في الخزينة - بيت المال - وكان عمر واجهها من قبل حين أفاءت عليه الفتوح الغنائم والثروات، ففزع فيها إلى العلماء وأصحاب الرأي، فأشاروا عليه أن يضبطها في دواوين، ويوزعها توزيعا منظما على الجميع، وفق مبادئ الاشتراكية الإسلامية، ففعل، ولكنه ترك لعثمان (بيت المال) جواهر وحلى كسروية، عرضها يوم حملت إليه في المسجد على الناس، ورآها تتوهج في ضوء الشمس كالجمر المتقد، فهالته وخاف منها الفتنة، فأمر خازنه أن يفرقها عنه، وينقذه منها، ولكن الخازن قال له: إن توزيعها يصطدم بالعدل، أو يتلف عظيما من المال، فهذه العرمة من الجواهر لا تستوعب المستحقين من المكلفين، واختصاص بعض دون بعض يجحف على العدل ويضر به، ثم هي في ضيقها عن استيعاب أهل الاستحقاق حبات كل حبة تزيد على حق الفرد زيادة مضاعفة، فإذا فرطناها وكسرناها فلذا رجاء التوزيع تلفت،
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست