حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ٧١
الدهر هكذا خرج النبي من (دار الإسلام) ذلك اليوم وقت الظهيرة، وكانت الشمس تسلط من نارها على مكة سعيرا: ترسله في الهواء فإذا هو لهب لافح يشوي الوجوه، وتنشره عل الرمال فإذا هو لظى يؤجج بعضها بعضا، ويبعث من توقد بعضها ببعض سعيرا آخر أحمى من السعير.
النبي سائر غير عابئ ولا مكترث، يتقدم نحو (البطحاء) هشا بشا ثابت القدم مستقيم الخطو، ويتقدم ثم يتقدم حتى يطل على (الرمضاء) فيرى، وهول ما يرى: يرى فوق سعير الرمضاء نارا مشبوبة، وإلى جنبها أحواضا من الأدم منزعة تتفايض ماء، ويرى رماحا مشرعة بأيدي عصابة، ومشاعل لاهبة بأيدي عصابة، والعصابتان تدوران حلقة أفرغت، ونطاقا ضرب حول الماء والنار. ويتقدم أبو القاسم صلى الله عليه وآله هشا بشا، ثابت القدم، مستقيم الخطو، حتى يخرق النطاق ويرى إلى شيخين وكهل طرحوا عراة، على ظهورهم بين النار والماء، قد شدت أطرافهم بالحبال، وجثمت على صدورهم صخور ثقال، والجلادون من حولهم يخزونهم من
(٧١)
مفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست