في عهد عثمان قال الطبيب: أي الشراب أحب إليك؟ فقال عمر أفضل النبيذ. وأتي بنبيذ تناول منه جرعات فنزفت الجراح، وسال النبيذ من أحدها، فبدا على وجه الطبيب اليأس، ولكن الحاضرين لم ييأسوا فقال قائلهم: ليس ما ترى - أيها الطبيب - نبيذا، وإنما هو صديد اشتبه عليك لونه، فقال الطبيب: آتونا بلبن، ويشرب الخليفة من اللبن فتنزف الجراح، ويخرج اللبن من أحدها صريح اللون، فيقول الطبيب للخليفة بجزم: لا أراك ممسيا فما كنت فاعلا فافعل. ويقول كعب الأحبار: يا أمير المؤمنين ألم أنبئك أنك شهيد؟ (1) فيجيبه أبو حفص: وأين الشهادة وأنا في جزيرة العرب؟!.
(١٦٢)