الذي غلس إليه الأنصار في عتمة، ووثب عليهم منه أبو بكر في عتمة وانتهى الأمر فجأة فإذا تيم وعدي أسياد قريش، ندم هذا الحزب على ما فرط، وحاول أن يقوم بمسعى لا حساب فيه للإسلام، وإنما أساسه العصبية، وهدفه الفتنة، فاجتمع الأمويون حول عثمان، وبنو زهرة حول عبد الرحمن بن عوف متحلقين في المسجد النبوي تحلقهم القرشي في مسجد الكعبة، وخرج أبو سفيان يطوف في أحياء المدينة. ويؤلب الناس باسم علي، والناس مأخوذون ينتظرون خروج علي نفسه لا يخدعهم من تكلم باسمه، فقد نبه فيهم موقف عمر من موت النبي غريزة الحذر، وظل أبو سفيان يطوف حتى وقف على البيت الذي فيه علي هادرا بهذه الأبيات:
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكمو ولا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الأمر إلا فيكمو وإليكمو وليس لها إلا أبو حسن علي أبا حسن فاشدد بها كف حازم فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي ثم يدخل عليه فيقول له: أبسط يدك أبا حسن أبايعك والله إن شئت - لأملأنها عليهم خيلا ورجلا. ولكن عليا يعتصم ويقول له قوله مبدأ ناسيا فيها ذاته: (لا حاجة لنا ببيعتك، إنما تريد الفتنة ولطالما بغيت للإسلام شرا). فينصرف أبو سفيان غير يائس، راجيا أن يجد عند العباس ما فقده عند علي، على