حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ١١٨
على الشيوخ والأشراف، هو الأساس الذي أمرت به عليا على المسلمين. كفاءة أسامة رفعته إلى مداه، وكفاءة علي ينبغي أن ترفعه إلى مداه.
ثم ضمن بعث أسامة مما نحن فيه تفريغ المدينة من مناوئيه (علي) وخصومه والطامعين بمنصبه. وإخلاء الجو له حين يقضي الأمر، فيعود المجندون من جبهتهم وقد استقر الحكم وانتهى كل شئ، ومن هنا رأيناه أشد ما كان حرصا على تجهيز جيش أسامة، يغمى عليه - وهو على فراش الموت - فإذا صحا كان أول ما يسأل عنه تجهيز الجيش، فإذا قيل له:
إنه مرابط بالجرف قال: " جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عن جيش أسامة " ثم يتحامل على نفسه فيخرج بين علي والعباس متكئا عليهما، متظاهرا بالصحة، ويعلو المنبر ويحث الناس على تجهيز الجيش، ويلعن المتخلف من المجندين لجيش أسامة. ولكن الجيش لم يتجهز، وتخلف عنه كل الأجلاء ولغطوا بتأمير أسامة عليهم، ورابطوا حتى توفي رسول الله.
قال المحدث: أما كتابه فقد أراد أن يختم به نشاطه هذا فيخلد خلاصة رسالته مجموعة فيه - كما صنع في الغدير - متوجة برأيه في القرآن والعترة، القرآن بوصفه دستورا، والعترة بوصفهم رجال الدستور وقوة تنفيذ وحمل الناس على الاستقامة له، فقد كانا في رأيه صنوين أحدهما يتمم الآخر فلا يغني أحدهما عن الآخر، ولا يجزئ في الإسلام فك وحدة ما
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست