حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ١١٥
التهاني فيعينانه على تقبلها قائلين له على الملأ: (بخ بخ لك يا علي لقد أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة). وليس قولهما هذا إلا الاعتراف له بالإمارة منذ لحظته أو شيئا آخر لا تعسر عليك تسميته!.
قال المحدث: وبعث أسامة يأتي بعد حجة الوداع حركة تهدف إلى هذا الغرض، وترمي إلى هذه الغاية وما يدريك؟
فعسى أن يكون جوابا على نشاط بذلته الأحزاب في معارضة علي صدى ليوم الغدير، ومهما يكن من شئ فالأمر الثابت أن النبي لم يجهز بعث أسامة في مثل هذا الوقت من مرضه الأخير بعينه إلا خدمة لعلي عليه السلام، وأنت تلاحظ أنه ضمن خدمته هذه أكثر من غرض كريم من أغراضه المبدئية الكريمة. ضمنه رفع الشباب إلى مستوى كفاءاتهم مسقطا اعتبار السن من المهام الكبرى والمناصب العامة، وكان هذا واضحا بتأمير أسامة الشاب على أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وغيرهم من شيوخ المهاجرين والأنصار وأجلائهم، كما كان تأمير أسامة ابن مولى خديجة واضحا بإسقاط اعتبار الطبقة والدم بعد إسقاط اعتبار السن، متخذا الكفاءة أساسا دون غيره وهو الأساس الإسلامي الصحيح، وقد شاء من تطبيق هذا المبدأ خدمة علي من طرفي غرضه المبدئي هذين معا، طرف السن لئلا ينقض على علي بها في الخلافة، وطرف الدم الذي لم يلحظه حين ولى عليا. وكأنه يقول لهم: الأساس الذي أمرت به أسامة
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست