حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ١١٢
لا مصلحة الشعب، ولا حياة الدين. ولم تستقم الشورى لهم على الصعيد الديني كذلك لأنها معارضة للنبي في مفهوم الإسلام العلمي.
قال المحدث: وما نسي عمار أن يستعرض وسائل النبي إلى إلزام المسلمين بولاية علي، وإلى تذليل عقبات الوصول إليها. فرأى عمار من ذلك شيئا كثيرا، وجهدا عظيما، رأى من ذلك أشياء هي من أركان الدين وأسسه في الحياة الواقعة، وأول هذه الأشياء وأدلها روح الإسلام القائم على المساواة.
واعتباره الكفاءة والعلم أساسين للتقديم في صميم مبدأ المساواة، وثانيها إلغاؤه أنظمة العصبية ومحاربته للعقلية القبلية، واستبداله هذه وتلك بالأخوة الإسلامية، والتربية القرآنية بأوسع معانيها الإنسانية، وكان هذان الركنان من مبادئه كافيين - لو استقام لهما المسلمون - أن يدفعا عن النبي مأساة الخلافة التي كان لها من بعد أسوأ الأثر في تاريخهم الذي لن ينجو من شر هذه المأساة إلى آخر لحظة من الدوران. وكان هذان الركنان كافيين لتقويم ما التوى في أفهام البعض من صحابته مهاجرين وأنصارا من تعيينه عليا، واكتفى عمار من الأصول الإسلامية المتصلة بموضوعه هذا، بهذين الركنين لأنهما دلاه على (إلهية) التعيين، ودلاه فوق ذلك على أن تأثر المسلمين بالنظام الإسلامي ما يزال ضعيفا محدودا، وأن سلطان النظام العتيق ما يزال نافذا له عليهم إمرة، ولصوته في نفوسهم سحر، اكتفى عمار من الأصول العامة بهذا القدر،
(١١٢)
مفاتيح البحث: النسيان (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست