المخاض، وعسر الخطب، كنتيجة منطقية لتقادم السنين، وترسب العديد من الاعتقادات النفسية السلبية الظن بالآخرين، والبعيدة كل البعد عن أرض الواقع، وحقيقة العقائد التي تحاول الانتساب إليها.
ولقد شهدت الشعوب الاسلامية وطوال حقب مترادفة نماذج صادقة من تلك الجهود والنوايا الصادقة، التي تشكل أمنية عظيمة سامية تتعلق بها قلوب جميع المخلصين من رجال الأمة، لعلماء ومفكرين وباحثين أنفقوا شطرا كبيرا من حياتهم سعيا وجهدا دائبين في هذا الميدان المقدس والعظيم.
والحق يقال: إن شيخنا كاشف الغطاء رحمه الله تعالى برحمته الواسعة كان من كبار رواد هذا الميدان المبارك من خلال سعيه الدؤوب المتواصل في التقريب بين المذاهب الاسلامية، من خلال مؤلفاته، وخطبه، ومذكراته، مواقفه المتكررة الموشية بحالة القلق والتوجس المرير الذي ينتابه من استمرار حالة الأمة على ما هي عليه من الاختلاف والتنافر والتقاطع رغم شدة التقارب ووضوحه بين مذاهبها (1).