ولا أغالي إذا ذهبت إلى القول بأن حياة الإمام كاشف الغطاء كانت موقوفة في إقامة صرح الوحدة الاسلامية المباركة، ونبذ الاختلاف، والالتفات إلى ما يحيط بهذه الأمة من أخطار جسيمة، وما يدبره لها أعداؤها من مكائد ودسائس ومؤامرات، وبأشكال ومسارب مختلفة، يصطبغ بعضها بألوان باهتة يراد منها خداع السطحيين والساذجين من رجال هذه الأمة، وجرهم إلى المزيد من المواجهة والاقتتال في ميادين وسخة غير نزيهة، حين ينخر أعداؤهم ذلك البنيان العظيم الذي وضع لبناته الأولى نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، وشاد صرحه الصادقون من رجال هذا الدين والذين يتقدمهم أهل بيت العصمة عليهم السلام.
بيد أن البعض وذلك غير خاف على أحد لم يكن تروقه تلك الدعوات الصادقة الصادرة من القلب، والمرتكزة على قواعد الاسلام الحنيف، حيث كان يعمل بمعاول الهدم في ذلك البنيان المقدس، وباسم الدفاع عن الاسلام! والذود عن حريمه! وما ذلك إلا عين النفاق ومرآة الانحراف (1).