الأمر خلاف العقل والمنطق، ولا يذهب إليه أحد، فتأمل واستقرء ما غبر من الدهور، بل وما نعاينه في أيامنا هذه، فهل تجد إلا ما قلناه؟.
ثم إذا كان ذلك في شؤون الإمارات والممالك والدول، فكيف لو تعلق الأمر بالأديان السماوية، بل وبآخرها وأعظمها، وبأوسعها نظاما وتشريعا؟! وحيث يتعلق الأمر بالخالق تبارك وتعالى، وبرسوله الكريم صلى الله عليه وآله، الذي ما أرسل إلا رحمة للعالمين.. فهل يريد من يخالف ذلك أن ينسب التفريط بهذا الأمر الذي لم يفرط به ملوك الدنيا وحكامها إلى الله تبارك وتعالى، وذلك لا يذهب إليه أحد إلا من كان أعمى القلب معدوم البصيرة، أو إلى رسوله الكريم صلى الله عليه وآله، وذلك ليس بمعهود منه، حيث تحدثنا جميع المراجع التأريخية المختلفة أنه لم يغادر المدينة يوما إلا واستناب فيها من يخلفه (1) يلحق بذلك أيضا وصاياه