أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ١١٨
لا نزال نحن معاشر المسلمين بالنظر العام نتعلق بحبال الآمال، ونكتفي بالأقوال عن الأعمال، وندور على دوائر الظواهر والمظاهر، دون الحقائق والجواهر، ندور على القشور ولا نعرف كيف نصل إلى اللب، على العكس مما كان عليه أسلافنا، أهل الجد والنشاط، أهل الصدق في العمل قبل القول، وفي العزائم قبل الحديث، وتلك السجايا الجبارة التي أخذها عنهم الأغيار فسبقونا، وكان السبق لنا، وكانت لنا الدائرة عليهم فأصبحت علينا تلك [سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا] (1).
نحن نحسب أننا إذا قلنا: قد اتحدنا واتفقنا، وملأنا بتلك الكلمات لهواتنا وأشداقنا، وشحنا بها صحفنا وأوراقنا، نحسب بهذا ومثله يحصل الغرض المهم من الاتحاد، ونكون كأمة من الأمم الحية التي نالت بوحدتها عزها وشرفها، وأخذت المستوى الذي يحق لها. ولذلك تجدنا لا نزداد إلا هبوطا، ولا تنال مساعينا إلا إخفاقا وحبوطا، لا تجد لأقوالنا وأعمالنا أثرا، إلا أننا نأنس بها ساعة سماعنا لها وما هي بعد ذلك إلا [كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا] (2).
ويستحيل لو بقي المسلمون على هذا الحال أن تقوم لهم قائمة، أو تجتمع لهم كلمة، أو تثبت لهم في المجتمع البشري دعامة، ولو ملئوا الصحف والطوامير، وشحنوا أرجاء الأرض وآفاق السماء بألفاظ الاتحاد والوحدة، وكل ما يشتق منها ويرادفها، بل ولو صاغوا سبائك الخطب منها بأساليب البلاغة، ونظموا فيها عقود جواهر الابداع والبراعة، كل ذلك لا يجدي إذا لم يندفعوا إلى العمل الجدي، والحركة الجوهرية، ويحرروا

(١) الأحزاب ٣٣: ٦٢.
(٢) النور ٢٤: 39.
(١١٨)
مفاتيح البحث: الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 113 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 113
4 مقدمة الطبعة الثانية 115
5 مقدمة الطبعة السابعة 129
6 مدخل الطبعة الأولى 137
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 139
8 الشيعة من الصحابة 144
9 الشيعة من التابعين 149
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 152
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 152
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 152
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 153
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 154
15 مؤرخو الشيعة 154
16 شعراء الشيعة 155
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 159
18 الحديث عن الرجعة 167
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 168
20 فرق الغلاة المنقرضة 172
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 179
22 نشأة التشيع 184
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 210
24 وظائف العقل 218
25 التوحيد 219
26 النبوة 220
27 الإمامة 221
28 العدل 229
29 المعاد 232
30 وظيفة القلب والجسد 232
31 تمهيد وتوطئة 233
32 الصلاة 239
33 الصوم 242
34 الزكاة 243
35 الزكاة الفطرة 244
36 الخمس 245
37 الحج 247
38 الجهاد 249
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 251
40 المعاملات 252
41 عقود النكاح 253
42 نكاح المتعة 253
43 الطلاق 278
44 الخلع والمباراة 286
45 الظهار والايلاء واللعان 287
46 الفرائض والمواريث 288
47 الوقوف والهبات والصدقات 291
48 القضاء والحكم 293
49 الصيد والذباحة 296
50 ظريفة 298
51 الأطعمة والأشربة 299
52 الحدود 303
53 حد الزنا 303
54 حد اللواط والسحق 304
55 حد القذف 304
56 حد المسكر 305
57 حد المحارب 306
58 حدود مختلفة 306
59 القصاص والديات 309
60 الخاتمة 313
61 البداء 313
62 التقية 315
63 ملحقات الكتاب 321