فريق لفريق، وكان أول بزوغ تلك الحقيقة، ونمو لبذر تلك الفكرة، ما حدث بين المسلمين قبل بضعة أعوام في المؤتمر الاسلامي العام في القدس الشريف (1)، من اجتماع ثلة من كبار المسلمين، وتداولهم في الشؤون الاسلامية، وتبادل الثقة والإخاء فيما بينهم، على اختلافهم في المذاهب والقومية، وتباعد أقطارهم وديارهم، ذلك الاجتماع الذي هو الأول من نوعه والوحيد في بابه، الذي علق عليه سائر المسلمين الآمال الجسام، فكان قرة عين المسلمين، كما كان قذى عيون المستعمرين، والذي حسبوا له ألف حساب، وأوصدوا دونه حسب إمكانهم كل باب...
ولكن على رغم كل ما قام به أولئك الأعلام من التمهيدات لتلك الغابة، وما بذلوه من التضحيات والمفادات في غرس تلك البذرة، وتعاهدها بالعناية والرعاية، حتى تثمر الثمر الجني، وتأخذ حظها من الرسوخ والقوة،