أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء - الصفحة ١١٧
فريق لفريق، وكان أول بزوغ تلك الحقيقة، ونمو لبذر تلك الفكرة، ما حدث بين المسلمين قبل بضعة أعوام في المؤتمر الاسلامي العام في القدس الشريف (1)، من اجتماع ثلة من كبار المسلمين، وتداولهم في الشؤون الاسلامية، وتبادل الثقة والإخاء فيما بينهم، على اختلافهم في المذاهب والقومية، وتباعد أقطارهم وديارهم، ذلك الاجتماع الذي هو الأول من نوعه والوحيد في بابه، الذي علق عليه سائر المسلمين الآمال الجسام، فكان قرة عين المسلمين، كما كان قذى عيون المستعمرين، والذي حسبوا له ألف حساب، وأوصدوا دونه حسب إمكانهم كل باب...
ولكن على رغم كل ما قام به أولئك الأعلام من التمهيدات لتلك الغابة، وما بذلوه من التضحيات والمفادات في غرس تلك البذرة، وتعاهدها بالعناية والرعاية، حتى تثمر الثمر الجني، وتأخذ حظها من الرسوخ والقوة،

(١) كان ذلك في عام ١٣٥٠ ه‍، وللقارئ الكريم أن يرى الحالة التي آلت إليها أوضاع المسلمين في أيامنا هذه، وكيف أمسى ما كان يخجل البعض أو يخشى حتى من مجرد الهمس به في أضيق الحدود قضية تتناقلها العديد من وسائل الإعلام الاسلامية، وتطبل لها دون أي خجل أو حياء، بل وتجدها عبارات فضفاضة تتردد على شفاه العديد من الرموز التي طالما تبجحت بصلف، وادعت زورا بأنها أولى من غيرها في التصدي لرفع راية الجهاد والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، وأن هذا الحق المغصوب لا بد وأن يستعاد يوما وبأيديهم وبنادقهم، هم لا أحد سواهم، وأن القدس لا بد وأن تعود للمسلمين كما كانت، طاهرة مطهرة، لا وصاية لليهود عليها، ولا تدوس أرضها الطيبة أقدامهم القذرة النجسة.. فأين هذه العبارات القاطعة والحدية مما نراه ونسمعه هذه الأيام من مظاهر الذلة والاستكانة والخضوع، والتسابق المحموم في مد جسور العلاقة مع الصهاينة المغتصبين الذين لم تجف أيديهم بعد من دماء المسلمين، ولم ولن تنتهي أحلامهم المريضة ببناء دولتهم المزعومة من النيل إلى الفرات..! فلا يعدو هذا الجريان نحو السلام الموعود قبال الأرض إلا وهم محض، واسترخاء كاذب، واستسلام عجيب أمام استشراء داء السرطان الخبيث في جسده هذه الأمة المبتلاة بالعديد من الرموز الخائنة، ورحم الله تعالى شيخنا كاشف الغطاء، فما تراه قائلا لو سمع ما نسمع، ورأى ما نرى؟
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 113 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 مقدمة التحقيق 7
3 متن الكتاب 113
4 مقدمة الطبعة الثانية 115
5 مقدمة الطبعة السابعة 129
6 مدخل الطبعة الأولى 137
7 مناقشة الدكتور أحمد أمين في تقولاته 139
8 الشيعة من الصحابة 144
9 الشيعة من التابعين 149
10 مؤسسو علم النحو من الشيعة 152
11 مؤسسو علم التفسير من الشيعة 152
12 مؤسسو علم الحديث من الشيعة 152
13 مؤسسو علم الكلام من الشيعة 153
14 مؤسسو علم السير والآثار من الشيعة 154
15 مؤرخو الشيعة 154
16 شعراء الشيعة 155
17 الملوك والامراء والوزراء والكتاب الشيعة 159
18 الحديث عن الرجعة 167
19 الجنة لمن أطاع والنار لمن عصى 168
20 فرق الغلاة المنقرضة 172
21 الحديث عن عبد الله بن سبأ 179
22 نشأة التشيع 184
23 عقائد الشيعة أصولا وفروعا 210
24 وظائف العقل 218
25 التوحيد 219
26 النبوة 220
27 الإمامة 221
28 العدل 229
29 المعاد 232
30 وظيفة القلب والجسد 232
31 تمهيد وتوطئة 233
32 الصلاة 239
33 الصوم 242
34 الزكاة 243
35 الزكاة الفطرة 244
36 الخمس 245
37 الحج 247
38 الجهاد 249
39 الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 251
40 المعاملات 252
41 عقود النكاح 253
42 نكاح المتعة 253
43 الطلاق 278
44 الخلع والمباراة 286
45 الظهار والايلاء واللعان 287
46 الفرائض والمواريث 288
47 الوقوف والهبات والصدقات 291
48 القضاء والحكم 293
49 الصيد والذباحة 296
50 ظريفة 298
51 الأطعمة والأشربة 299
52 الحدود 303
53 حد الزنا 303
54 حد اللواط والسحق 304
55 حد القذف 304
56 حد المسكر 305
57 حد المحارب 306
58 حدود مختلفة 306
59 القصاص والديات 309
60 الخاتمة 313
61 البداء 313
62 التقية 315
63 ملحقات الكتاب 321