الظالمين) * فإذا نظر أهل القبة الثانية إلى قلة من يدخل الجنة وكثرة من يدخل النار خافوا أن لا يدخلوها وذلك قوله * (لم يدخلوها) * وهم يطمعون " (1).
الحديث السادس: العياشي بإسناده عن الثمالي قال: سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن قول الله: * (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) * فقال أبو جعفر (عليه السلام): " نحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلا بسبب معرفتنا ونحن الأعراف الذين لا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه وذلك بأن الله لو شاء أن يعرف الناس نفسه لعرفهم ولكنه جعلنا سببه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه " (2).
الحديث السابع: الطبرسي في (مجمع البيان) في معنى الآية قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام): " الأعراف كثبان (3) بين الجنة والنار فيقف عليها كل نبي وكل خليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه، كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده، وقد سيق المحسنون إلى الجنة، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين: انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سبقوا (4) فيسلم المذنبون عليهم وذلك قوله: * (ونادوا أصحاب الجنة إن سلام عليكم) *، ثم أخبر سبحانه أنهم * (لم يدخلوها وهم يطمعون) * يعني: هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون أن يدخلهم الله إياها بشفاعة النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام، وينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار * (فيقولون ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) * ثم ينادي أصحاب الأعراف وهم الأنبياء والخلفاء أهل النار مقرعين لهم: * (ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم) * يعني: هؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقرونهم، تستطيلون بدنياكم عليهم، ثم يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله بذلك لهم * (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) * " (5).
الحديث الثامن: محمد بن الحسن الشيباني في تفسيره (نهج البيان) في معنى الآية قال: قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام): " الرجال هنا الأئمة من آل محمد (عليهم السلام) يكونون على الأعراف حول النبي (صلى الله عليه وآله) يعرفون المؤمنين بسيماهم، فيدخلون الجنة كل من عرفهم وعرفوه ويدخلون النار من أنكرهم وأنكروه " (6).