الباب الستون في قوله تعالى: * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) * من طريق الخاصة وفيه ثمانية عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن محمد ابن الحسن عن من ذكره جميعا عن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) * قال: " إيانا عنى وعلي (عليه السلام) أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي (صلى الله عليه وآله) " (1).
الحديث الثاني: ابن يعقوب عن أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله (عليه السلام) إذ خرج علينا وهو مغضب فلما أخذ مجلسه قال: " يا عجب لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب وما يعلم الغيب إلا الله عز وجل لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي " قال سدير: فلما إن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر وقلنا له: جعلنا الله فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك، ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا، ولا ننسبك إلى علم الغيب قال: فقال: " يا سدير أما تقرأ القرآن " قلت:
بلى قال: " فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل * (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) * " قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته.
قال: " فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب " قال: قلت أخبرني به قال:
" قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب " قال: قلت جعلت فداك ما أقل هذا؟ فقال: " يا سدير ما أكثر هذا أن ينسبه الله عز وجل إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير فهل وجدت ما قرأت في كتاب الله عز وجل أيضا * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) * " قلت: قرأته جعلت فداك قال: " أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه " قلت: لا بل من عنده علم الكتاب كله قال: فأومئ بيده إلى صدره وقال: " علم الكتاب والله كله عندنا علم الكتاب والله كله عندنا " (2) وروى هذا الحديث الصفار في (بصائر