أخيار وأجلاء لا يثبت التمسك، والتبعية لغير ذلك كما لا يخفى، كحال النبوة والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومعلوم أن غيرهم لا يحصر الإمامة فيهم، بل ينفيها عنهم، ولا يستند لهم في الاعتقاد والأقوال والأفعال، ورووا أيضا أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " (1)، ولا يمكن كونه القرآن فليس معرفته واجبة عينا حتى ظاهر القرآن، ولم يكتف به (صلى الله عليه وآله وسلم) في المتفق عليه، بل ضم العترة معه، فليس هو المراد وعلق النجاة عليهم، وكذا ما وصف به الأهل بأنهم سفينة النجاة، وغيره من الأحاديث السابقة تنفي كونه القرآن، بل من العترة بصفات معينة ومميزة، لا كل فرد فرد، وقوله: " الأئمة من قريش " (2)، ورووا: " كل قوم يدعو بإمامتهم " وفي آخر: " بإمامهم " إمام هدى وإمام ضلال، إلى غيرها مما هو متواتر ويبطل كونه القرآن، وكفى أنه صامت فتحتاج إلى ناطق مبين له جامع فهو الأحق بها.
وروى الثعلبي وغيره من علمائهم في تفسير قوله تعالى: * (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) * (3) مسندا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " كل قوم يدعون بإمام زمانهم، وكتاب ربهم، وسنة نبيهم " (4)، ومن هذه يبطل تفسيره بالسلطان الجائر ولا عدل فيهم مطلقا، وكيف يكون الإمام الذي يلزم من جهله ميتة الجاهلية جائر متهتك؟ بل يكون من الدعاة إلى النار، مع أنهم متعددون في كل وقت، والأدلة كثيرة لا تحصى ذكرنا بعضا مختصرا بما يناسب هذه الرسالة، وهذا الحديث