وكقولهم: كيف يرى ولا يرى وهو بين الخلق؟ قلنا: كذا إبليس، ويوسف مع أخوته عرفهم وهم له منكرون، كما قال تعالى في إبليس: * (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) * (1)، ويستعمله بعض أهل العلوم الخفية فيمشي في الأسواق، ويرى الخلق ولا يرونه.
وكيف يكون إماما كما تقولون وتصفونه به وهو صغير لم يبلغ العشر؟
قلنا: هو معجزة ولا تعجبوا من ذلك، ووقع في النبوة وهو أعظم في عيسى (عليه السلام) وهو طفل كما نطق به القرآن المجيد (2)، فإن قلتم " معجزة "، قلنا: كذا هنا وحديث حذو هذه الأمة حذو تلك الأمم كما سبق تحقيقه (3)، وليس حكمهم (عليهم السلام) في الطفولية كغيرهم، ولهذا نزل فيهم التطهير السابق، والحسنان معهم في الكساء وهم أطفال، وكذا بهم خرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للمباهلة كذلك، وذكر إمامهم العسقلاني في شرح البخاري في كتاب الزكاة (4) إنه أتي للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بزكاة، فأخذ الحسين تمرة ووضعها في فيه، فقال له جده " كخ كخ " أما علمت يا بني أن الصدقة علينا حرام، وصور إشكالا: كيف يخاطبه بخطاب العالم وهو صبي، فأجاب بأن حكمهم في الطفولية ليس كغيرهم لأنهم ينظرون إلى اللوح المحفوظ، ويطلعون عليه، ونحوها من [الشبه] الواهية، وأعظمها عندهم دورانا، وقد تدور في الفرقة (5) شبهتان: