صريح الدلالة في عدم نجاة جميع الصحابة (1)، وكذا مثل قوله تعالى: * (من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا) * (2) الآية، وغيرها كثير، وكذا حديث ورود قوم عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) الحوض ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد الأخذ بهم ذات الشمال فيقال له:
" إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " (3)، وفي بعض الطرق: " لا يخلص منهم إلا همل [الغنم] (4) الإبل الضالة " وغيرها كثير، وما ورد فيه مدح الصحابة من طرقهم لا يدل على العموم ولسنا بصدده هنا.
ثم أوصيك وأقول لك إياك أن تكون وجدانيا تبعا لمن قبل، والله قد جعل لك عقلا مميزا، وإدراكا لما يرد عليك، وأعلام الحق ظاهرة مستمرة معلنة، وقد أوقفناك على قليل من كثير من طرقهم، ومتفقا عليها، وميز صفات غيرهم بما اتفق عليه، وفكر بعقلك، واتبع الحق وسفينة النجاة والعروة الوثقى وعلم الهدى، وأخل نفسك من المعائب، فقد رفعت عنك الحجاب وفتحت الباب، وتميز الرشد من الغي، وإن كان باختصار فيه اتضح المنار ولاح الصباح.