لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٦٤
وما شنتا خرقاء واهية الكلى، سقى بهما ساق، ولما تبللا والبل: مصدر بللت الشئ أبله بلا. الجوهري: بله يبله أي نداه وبلله، شدد للمبالغة، فابتل. والبلال: الماء.
والبلالة: البلل. والبلال: جمع بلة نادر. واسقه على بلته أي ابتلاله. وبلة الشباب وبلته: طراؤه، والفتح أعلى. والبليل والبليلة: ريح باردة مع ندى، ولا تجمع. قال أبو حنيفة: إذا جاءت الريح مع برد ويبس وندى فهي بليل، وقد بلت تبل بلولا، فأما قول زياد الأعجم:
إني رأيت عداتكم كالغيث، ليس له بليل فمعناه أنه ليس لها مطل فيكدرها، كما أن الغيث إذا كانت معه ريح بليل كدرته. أبو عمرو: البليلة الريح الممغرة، وهي التي تمزجها المغرة، والمغرة المطرة الضعيفة، والجنوب أبل الرياح. وريح بلة أي فيها بلل. وفي حديث المغيرة: بليلة الإرعاد أي لا تزال ترعد وتهدد، والبليلة: الريح فيها ندى، جعل الإرعاد مثلا للوعيد والتهديد من قولهم أرعد الرجل وأبرق إذا تهدد وأوعد، والله أعلم. ويقال: ما سقائك بلال أي ماء. وكل ما يبل به الحلق من الماء واللبن بلال، ومنه قولهم: انضحوا الرحم ببلالها أي صلوها بصلتها وندوها، قال أوس يهجو الحكم بن مروان بن زنباع:
كأني حلوت الشعر، حين مدحته، صفا صخرة صماء يبس بلالها وبل رحمه يبلها بلا وبلالا: وصلها. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: بلوا أرحامكم ولو بالسلام أي ندوها بالصلة.
قال ابن الأثير: وهم يطلقون النداوة على الصلة كما يطلقون اليبس على القطيعة، لأنهم لما رأوا بعض الأشياء يتصل ويختلط بالنداوة، ويحصل بينهما التجافي والتفرق باليبس، استعاروا البل لمعنى الوصل واليبس لمعنى القطيعة، ومنه الحديث: فإن لكم رحما سأبلها ببلالها أي أصلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئا.
والبلال: جمع بلل، وقيل: هو كل ما بل الحلق من ماء أو لبن أو غيره، ومنه حديث طهفة: ما تبض ببلال، أراد به اللبن، وقيل المطر، ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: إن رأيت بللا من عيش أي خصبا لأنه يكون من الماء. أبو عمرو وغيره: بللت رحمي أبلها بلا وبلالا وصلتها ونديتها، قال الأعشى:
إما لطالب نعمة تممتها، ووصال رحم قد بردت بلالها وقول الشاعر:
والرحم فابللها بخير البلان، فإنها اشتقت من اسم الرحمن قال ابن سيده: يجوز أن يكون البلان اسما واحدا كالغفران والرجحان، وأن يكون جمع بلل الذي هو المصدر، وإن شئت جعلته المصدر لأن بعض المصادر قد يجمع كالشغل والعقل والمرض. ويقال: ما في سقائك بلال أي ماء، وما في الركية بلال.
ابن الأعرابي: البلبلة الهودج للحرائر وهي المشجرة. ابن الأعرابي: التبلل (* قوله التبلل كذا في الأصل، ولعله محرف عن التبلال كما يشهد به الشاهد وكذا أورده شارح القاموس).
الدوام وطول
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست