لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٦٥
المكث في كل شئ، قال الربيع بن ضبع الفزاري:
ألا أيها الباغي الذي طال طيله، وتبلاله في الأرض، حتى تعودا وبلك الله ابنا وبلك بابن بلا أي رزقك ابنا، يدعو له. والبلة: الخير والرزق. والبل: الشفاء. ويقال: ما قدم بهلة ولا بلة، وجاءنا فلان فلم يأتنا بهلة ولا بلة، قال ابن السكيت: فالهلة من الفرح والاستهلال، والبلة من البلل والخير.
وقولهم: ما أصاب هلة ولا بلة أي شيئا. وفي الحديث: من قدر في معيشته بله الله أي أغناه. وبلة اللسان: وقوعه على مواضع الحروف واستمراره على المنطق، تقول: ما أحسن بلة لسانه وما يقع لسانه إلا على بلته، وأنشد أبو العباس عن ابن الأعرابي:
ينفرن بالحيجاء شاء صعائد، ومن جانب الوادي الحمام المبللا وقال: المبلل الدائم الهدير، وقال ابن سيده: ما أحسن بلة لسانه أي طوعه بالعبارة وإسماحه وسلاسته ووقوعه على موضع الحروف.
وبل يبل بلولا وأبل: نجا، حكاه ثعلب وأنشد:
من صقع باز لا تبل لحمه لحمة البازي: الطائر يطرح له أو يصيده. وبل من مرضه يبل بلا وبللا وبلولا واستبل وأبل: برأ وصح، قال الشاعر:
إذا بل من داء به، خال أنه نجا، وبه الداء الذي هو قاتله يعني الهرم، وقال الشاعر يصف عجوزا:
صمحمحة لا تشتكي الدهر رأسها، ولو نكزتها حية لأبلت الكسائي والأصمعي: بللت وأبللت من المرض، بفتح اللام، من بللت. والبلة: العافية. وابتل وتبلل: حسنت حاله بعد الهزال.
والبل: المباح، وقالوا: هو لك حل وبل، فبل شفاء من قولهم بل فلان من مرضه وأبل إذا برأ، ويقال: بل مباح مطلق، يمانية حميرية، ويقال: بل اتباع لحل، وكذلك يقال للمؤنث:
هي لك حل، على لفظ المذكر، ومنه قول عبد المطلب في زمزم: لا أحلها لمغتسل وهي لشارب حل وبل، وهذا القول نسبه الجوهري للعباس بن عبد المطلب، والصحيح أن قائله عبد المطلب كما ذكره ابن سيده وغيره، وحكاه ابن بري عن علي بن حمزة، وحكي أيضا عن الزبير بن بكار: أن زمزم لما حفرت وأدرك منها عبد المطلب ما أدرك، بنى عليها حوضا وملأه من ماء زمزم وشرب منه الحاج فحسده قوم من قريش فهدموه، فأصلحه فهدموه بالليل، فلما أصبح أصلحه فلما طال عليه ذلك دعا ربه فأري في المنام أن يقول: اللهم إني لا أحلها لمغتسل وهي لشارب حل وبل فإنك تكفي أمرهم، فلما أصبح عبد المطلب نادى بالذي رأى، فلم يكن أحد من قريش يقرب حوضه إلا رمي في بدنه فتركوا حوضه، قال الأصمعي: كنت أرى أن بلا اتباع لحل حتى زعم المعتمر بن سليمان أن بلا مباح في لغة حمير، وقال أبو عبيد وابن السكيت: لا يكون بل اتباعا لحل لمكان الواو. والبلة، بالضم: ابتلال الرطب. وبلة الأوابل: بلة الرطب. وذهبت بلة الأوابل أي ذهب ابتلال الرطب عنها، وأنشد لإهاب
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست