لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٢٨٤
والمؤنث بلفظ واحد، وأنشد ابن بري شاهدا على جمعه على أرسل للهذلي:
لو كان في قلبي كقدر قلامة حبا لغيرك، ما أتاها أرسلي وقال أبو بكر بن الأنباري في قول المؤذن: أشهد أن محمدا رسول الله، أعلم وأبين أن محمدا متابع للإخبار عن الله عز وجل.
والرسول: معناه في اللغة الذي يتابع أخبار الذي بعثه أخذا من قولهم جاءت الإبل رسلا أي متتابعة. وقال أبو إسحق النحوي في قوله عز وجل حكاية عن موسى وأخيه: فقولا إنا رسول رب العالمين، معناه إنا رسالة رب العالمين أي ذوا رسالة رب العالمين، وأنشد هو أو غيره:
... ما فهت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول أراد ولا أرسلتهم برسالة، قال الأزهري: وهذا قول الأخفش. وسمي الرسول رسولا لأنه ذو رسول أي ذو رسالة. والرسول: اسم من أرسلت وكذلك الرسالة. ويقال: جاءت الإبل أرسالا إذا جاء منها رسل بعد رسل. والإبل إذا وردت الماء وهي كثيرة فإن القيم بها يوردها الحوض رسلا بعد رسل، ولا يوردها جملة فتزدحم على الحوض ولا تروى.
وأرسلت فلانا في رسالة، فهو مرسل ورسول. وقوله عز وجل: وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم، قال الزجاج: يدل هذا اللفظ على أن قوم نوح قد كذبوا غير نوح، عليه السلام، بقوله الرسل، ويجوز أن يعنى به نوح وحده لأن من كذب بنبي فقد كذب بجميع الأنبياء، لأنه مخالف للأنبياء لأن الأنبياء، عليهم السلام، يؤمنون بالله وبجميع رسله، ويجوز أن يكون يعني به الواحد ويذكر لفظ الجنس كقولك: أنت ممن ينفق الدراهم أي ممن نفقته من هذا الجنس، وقول الهذلي:
حبا لغيرك ما أتاها أرسلي ذهب ابن جني إلى أنه كسر رسولا على أرسل، وإن كان الرسول هنا إنما يراد به المرأة لأنها في غالب الأمر مما يستخدم في هذا الباب.
والرسيل: الموافق لك في النضال ونحوه. والرسيل: السهل، قال جبيهاء الأسدي:
وقمت رسيلا بالذي جاء يبتغي إليه بليج الوجه، لست بباسر قال ابن الأعرابي: العرب تسمي المراسل في الغناء والعمل المتالي.
وقوائم البعير: رسال. قال الأزهري: سمعت العرب تقول للفحل العربي يرسل في الشول ليضربها رسيل، يقال: هذا رسيل بني فلان أي فحل إبلهم. وقد أرسل بنو فلان رسيلهم أي فحلهم، كأنه فعيل بمعنى مفعل، من أرسل، قال: وهو كقوله عز وجل ألم تلك آيات الكتاب الحكيم، يريد، والله أعلم، المحكم، دل على ذلك قوله: الر كتاب أحكمت آياته، ومما يشاكله قولهم للمنذر نذير، وللمسمع سميع. وحديث مرسل إذا كان غير متصل الأسناد، وجمعه مراسيل. والمراسل من النساء:
التي تراسل الخطاب، وقيل: هي التي فارقها زوجها بأي وجه كان، مات أو طلقها، وقيل: المراسل التي قد أسنت وفيها بقية شباب، والاسم الرسال. وفي حديث أبي هريرة: أن رجلا من الأنصار تزوج امرأة مراسلا، يعني ثيبا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وقيل: امرأة مراسل هي التي
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست