لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٣٠٤
يضرب على أعمدة كثيرة فيقال لأهله: عليكم بأهل ذلك العمود، ولا يقال: أهل العمد، وأنشد:
وما أهل العمود لنا بأهل، ولا النعم المسام لنا بمال وقال في قول النابغة:
يبنون تدمر بالصفاح والعمد قال: العمد أساطين الرخام. وأما قوله تعالى: إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة، قرئت في عمد، وهو جمع عماد وعمد، وعمعد كما قالوا إهاب وأهب وأهب ومعناه أنها في عمد من النار، نسب الأزهري هذا القول إلى الزجاج، وقال: وقال الفراء: العمد والعمد جميعا جمعان للعمود مثل أديم وأدم وأدم وقضيم وقضم وقضم. وقوله تعالى:
خلق السماوات بغير عمد ترونها، قال الزجاج: قيل في تفسيره إنها بعمد لا ترونها أي لا ترون تلك العمد، وقيل خلقها بغير عمد وكذلك ترونها، قال:
والمعنى في التفسير يؤول إلى شئ واحد، ويكون تأويل بغير عمد ترونها التأويل الذي فسر بعمد لا ترونها، وتكون العمد قدرته التي يمسك بها السماوات والأرض، وقال الفراء: فيه قولان: أحدهما أنه خلقها مرفوعة بلا عمد ولا يحتاجون مع الرؤية إلى خبر، والقول الثاني انه خلقها بعمد لا ترون تلك العمد، وقيل: العمد التي لا ترى قدرته، وقال الليث: معناه أنكم لا ترون العمد ولها عمد، واحتج بأن عمدها جبل قاف المحيط بالدنيا والسماء مثل القبة، أطرافها على قاف من زبرجدة خضراء، ويقال: إن خضرة السماء من ذلك الجبل فيصير يوم القيامة نارا تحشر الناس إلى المحشر.
وعمود الأذن: ما استدار فوق الشحمة وهو قوام الأذن التي تثبت عليه ومعظمها. وعمود اللسان: وسطه طولا، وعمود القلب كذلك، وقيل: هو عرق يسقيه، وكذلك عمود الكبد. ويقال للوتين: عمود السحر، وقيل:
عمود الكبد عرقان ضخمان جنابتي السرة يمينا وشمالا. ويقال: إن فلانا لخارج عموده من كبده من الجوع. والعمود: الوتين. وفي حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في الجالب قال: يأتي به أحدهم على عمود بطنه، قال أبو عمرو: عمود بطنه ظهره لأنه يمسك البطن ويقويه فصار كالعمود له، وقال أبو عبيد: عندي أنه كنى بعمود بطنه عن المشقة والتعب أي أنه يأتي به على تعب ومشقة، وإن لم يكن على ظهره إنما هو مثل، والجالب الذي يجلب المتاع إلى البلاد، يقول: يترك وبيعه لا يتعرض له حتى يبيع سلعته كما شاء، فإنه قد احتمل المشقة والتعب في اجتلابه وقاسى السفر والنصب. والعمود: عرق من أذن الرهابة إلى السحر.
وقال الليث: عمود البطن شبه عرق ممدود من لدن الرهابة إلى دوين السرة في وسطه يشق من بطن الشاة. ودائرة العمود في الفرس: التي في مواضع القلادة، والعرب تستحبها. وعمود الأمر: قوامه الذي لا يستقيم لا به. وعمود السنان: ما توسط شفرتيه من غيره الناتئ في وسطه. وقال النضر: عمود السيف الشطيبة التي في وسط متنه إلى أسفله، وربما كان للسيف ثلاثة أعمدة في ظهره وهي الشطب والشطائب.
وعمود الصبح: ما تبلج من ضوئه وهو المستظهر منه، وسطع عمود الصبح على التشبيه بذلك. وعمود النوى: ما استقامت عليه السيارة من بيته على المثل. وعمود الإعصار: ما يسطع منه في السماء أو يستطيل على وجه الأرض.
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518