الثاني لتقرير ما سبق، بل هو لتكرير المعنى، لأن الثاني غير الأول معنى ، والمعنى:
جميع السور، وصفوفا مختلفة، وقد أجاز الكوفيون تأكيد المنكر إذا كان معلوم المقدار أو موقتا، كدرهم ودينار، ويوم وليلة وشهر، بكل وأخواته لا بالنفس والعين، وليس ما ذهبوا إليه ببعيد، لاحتمال تعلق الفعل ببعض ذلك المؤقت فعلى هذا، لا يشترط تطابق التأكيد والمؤكد تعريفا وتنكيرا عندهم، خلافا للبصريين، وأما نحو رجال ودراهم مما ليس بمعلوم المقدار فلا خلاف في امتناع تأكيده، واستشهد الكوفية لجواز ذلك بقوله:
353 - يا ليتني كنت صبيا مرضعا * تحملني الذلفاء حولا أكتعا 1 وقول الآخر:
قد صرت البكرة يوما أجمعا 2 - 25 وأما قوله:
354 - أولاك بنو خير وشر كليهما * جميعا ومعروف ألم ومنكر 3 فحمل (كليهما) على البدل، عند أهل المصرين 4، أولى، لأن: خير، وشر، ليسا بمؤقتين،