ويجوز أيضا، أنت مني فرسخين بالنصب، على أن " مني " خبر المبتدأ، أي من أشياعي، وفرسخين: حال، أي ذوي سير فرسخين أو على الظرف أي في فرسخين، أي أنت من أشياعي ما سرنا فرسخين، كقوله صلى الله عليه وسلم: " سلمان منا ".
واعلم أن نحو: خلف، وقدام، ومن الظروف: ظروف عند البصريين، أضيفت أو لم تضف، وترك الإضافة قليل عندهم.
وهي عند الكوفيين لا تكون ظروفا إلا مع الإضافة، أما عند الافراد فهي بمعني اسم الفاعل، فمعنى جلست خلفا، عندهم أي متأخرا، نصب على الحال، وقام مكانا طيبا، أي مغتبطا، فإذا وقعت خبرا عن المبتدأ وجب عندهم رفعها، نحو أنت خلف وقدام، أي متأخر، ومتقدم، والبصرية تجوز نصبها على قلة، كما ذكرنا، وأما رفعها عندهم فعلى حذف المضاف، كما مر، وهي باقية على الظرفية، وهو الأولى، إذ خروج الشئ عن معناه خلاف الأصل فلا يرتكب ما أمكن حمله على عدم خروجه عنه.
وقوله:
68 - وساغ لي الشراب وكنت قبلا * أكاد أغص بالماء الحميم (1) أي قبل ذلك، يقوي مذهب البصريين.