نشدتك بالله إلا قضيت بيننا بكتاب الله فقام خصمه وكان أفقه منه فقال صدق أقض بيننا بكتاب الله وائذن لي فقال قل قال إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته [38 / ب] فافتديت منه بمائة شاة وخادم ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام وعلى امرأة هذا الرجم فقال " والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله لمائة الشاة والخادم رد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام وعلى امرأة هذا الرجم فاغد يا أنس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها فغدا عليها فاعترفت فرجمها حدثنيه أبي حدثنيه محمد بن عبيد ثناه سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبد الله بن أبي هريرة وزيد بن خالد وشبل يذهب قوم من أهل الزيغ والهوى إلى أن القرآن قد نقص منه وغير وحذف بعض أحكامه واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لأقضين بينكما بكتاب الله ثم حكم بالنفي والرجم وليس لهما في القرآن ذكر وقالوا في هذا دليل على أنهما كانا فيه بكتاب الله ها هنا القرآن وإنما أراد لأقضين بينكما بما كتب الله أي بما فرض والكتاب يتصرف على وجوه قد ذكرتها في كتاب تأويل مشكل القرآن ومنها الفرض قال الله جل وعز " كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم " أي فرضه عليكم وقال " كتب عليكم القصاص " أي فرض. وقال تعالى " وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال " أي فرضت وقال تعالى " وكتبنا عليهم فيها أن النفس النفس " أي فرضنا عليهم فيها وقال الجعدي [من الطويل] ومال الولاء بالبلاء فملتم * وما ذاك قال الله إذ هو يكتب * إ أراد مالت القرابة بأحسابنا إليكم وما ذاك قال الله إذ هو يحكم
(٧٠)