ومن الحديث في أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم حبارى أن تسأل عن معنى قوله عليه السلام في يوم الجمعة من غسل واغتسل وبكر وابتكر واستمع ولم يلغ كفر ذلك ما بين الجمعتين يعرف معنى ما غسل واغتسل ويعرف الفرق بين بكر وابتكر فيأخذ به ليكفر الله عنه وأن يسأل عن قوله للرجل الذي سأله أن يقضي بينه وبين خصمه بكتاب الله لأقضين بينكما بكتاب الله ثم قضى بالرجم والتغريب وليس لهما في القرآن ذكر ليعرف ذلك فلا يقدح في صدره عارض من الشكوك فيما يدعيه قوم من أهل البدع على أصحاب رسول الله ببتر القرآن ونقصه وتغير كثير منه عن جهته فيهلك باتهام السلف البراء مما قرفوهم به وأن يسأل عن قوله لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق ليعلم معناه ولا يدخل قلبه ريب إذا رأى المصاحف تحترق بالنار ورأى الملحدين يغمزون بهذا الحديث ويطعنون به على المسلمين وأن يسأل عن قوله كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ليعلم تأويله فلا يعلق بقلبه الهول لقدر وعن قوله الحياء شعبة من الإيمان كيف جعل الحياء وهو غريزة شعبة من الإيان وهو عمل ولم سمي الغراب فاسقا والغراب غير مكلف ولا مأمور ولم تعوذ في وقت من الفقر وسأل الله غناه وغنى مولاه وسأل في وقت أن يحييه مسكينا ويميته مسكينا ويحشره في زمرة المساكين وقال الفقر أحسن بالمؤمن إ من العذار الحسن على حد الفرس ليعلم معنى الحديثين فلا يتوهم على نقلة الحديث ما يشنع به ذوو الأهواء عليهم في مثل هذه الأحاديث من حمل الكذب والمتناقض حتى قال بعضهم من الرجز يروي أحاديث ونروي نقضها وعن قوله لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده وأهل العلم مجمعون على أنه لا يقطع مما دون ثمن المجن المذكورة قيمته والخوارج تخالفهم وتوجب عليه القطع في كل شئ قل أو كثر لقوله عز وجل: " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ".
(٤)