ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل، لأن الإنسان لا يتغافل عن شيء قد عرفه ففطن فيه.
واعلم أن الساعات يذهب غمك وأنك لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى، فإياك والأمل الطويل، فكم من مؤمل أملا لا يبلغه، وجامع مال لا يأكله ومانع مال سوف يتركه، ولعله من باطل جمعه ومن حق منعه، أصابه حراما وورثه عدوا، احتمل إصره وباء بوزره، ذلك هو الخسران المبين. (1) [62] - 2 - وقال أيضا:
حدثنا الحسين بن علي، قال: حدثنا محمد بن الحسين البزوفري، قال: حدثنا محمد بن على بن معمر، قال: حدثني عبد الله بن معبد، قال: حدثني محمد بن على بن طريف الحجري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن معمر، عن الزهري، قال:
دخلت على علي بن الحسين (عليهما السلام) في المرض الذي توفى فيه، إذ قدم إليه طبق فيه الخبز (خبز) والهندباء فقال لي: كله فقلت: قد أكلت يا ابن رسول الله قال: إنه الهندباء قلت: وما فضل الهندباء قال: ما من ورقة من الهندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنة فيه شفاء من كل داء قال: ثم رفع الطعام وأتى بالدهن، ثم قال: أدهن يا أبا عبد الله قلت: أدهنت قال: إنه (هو) البنفسج قلت: وما فضل البنفسج على سائر الادهان؟ قال: كفضل الإسلام على سائر الأديان.
قال: ثم دخل عليه محمد ابنه فحدثه طويلا بالسر فسمعته يقول فيما يقول:
عليك بحسن الخلق قلت: يا بن رسول الله إن كان من أمر الله ما لا بدلنا منه ووقع في نفسي أنه (قد) نعى نفسه. فإلى من يختلف بعدك؟