[589] - 15 - الطوسي:
أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن عبد الله بن محمد بن خاقان الدهقان، عن أبي سليمان داد بن غسان البحراني، قال: قرأت على أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي، [قال:] مولد محمد بن الحسن بن على بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين، ولد (عليه السلام) بسامراء سنة ست وخمسين ومائتين أمه صقيل، ويكنى أبا القاسم بهذه الكنية أوصى النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: اسمه كاسمي وكنيته كنيتي، لقبه المهدي وهو الحجة وهو المنتظر وهو صاحب الزمان (عليه السلام).
قال إسماعيل بن علي: دخلت على أبي محمد الحسن بن على (عليهما السلام) في المرضة التي مات فيها وأنا عنده إذ قال لخادمه عقيد: - وكان الخادم أسود نوبيا قد خدم من قبله على بن محمد وهو ربى الحسن (عليه السلام) - فقال له: يا عقيد أغل لي ماء بمصطكي، فأغلى له ثم جاءت به صقيل الجارية أم الخلف (عليه السلام)، فلما صار القدح في يديه وهم بشربه، فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن (عليه السلام)، فتركه من يده وقال لعقيد: ادخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به.
قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء، فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه، إذا جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن (عليه السلام).
قال أبو سهل: فلما مثل الصبى بين يديه سلم وإذا هو درى اللون، وفي شعر رأسه قطط، مفلج الأسنان فلما رآه الحسن (عليه السلام) بكى وقال: يا سيد أهل بيته! اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربى، وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه فلما شربه قال: هيئوني للصلاة، فطرح حجره منديل، فوضأه الصبي