كيف شئت، وإن أحببت أن يكون يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحلك ويسيرون بسيرك فالأمر في ذلك إليك، وقد تقدمنا إليه بطاعتك.
فاستخر الله حتى توافى أمير المؤمنين فما أحد من إخوانه وولده وأهل بيته وخاصته ألطف منه منزلة ولا أحمد لهم (1) أثرة ولا هو لهم أنظر، ولا (2) عليهم أشفق، وبهم أبر، وإليهم أسكن منه إليك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وكتب إبراهيم بن العباس في شهر جمادي الآخرة من سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
فلما وصل الكتاب إلى أبي الحسن (عليه السلام) تجهز للرحيل وخرج معه يحيى بن هرثمة حتى وصل إلى سر من رأى فلما وصل إليها تقدم المتوكل بأن يحجب عنه في يومه فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك وأقام فيه يومه ثم تقدم المتوكل بإفراد دار له فانتقل إليها. (3) [445] - 5 - قال المسعودي:
حدثنا ابن الأزهر (4)، قال: حدثني القاسم بن عباد (5)، قال: حدثني يحيى بن هرثمة، قال: وجهني المتوكل إلى المدينة لإشخاص على بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر لشئ بلغه عنه؛ فلما صرت إليها ضج أهلها وعجوا ضجيجا وعجيجا ما سمعت مثله، فجعلت أسكنهم وأحلف لهم إني لم أومر فيه بمكروه،