رجليه بين أصحابه ولا مقدما ركبتيه بين يدي جليس له قط. يدعو أصحابه بأحب أسمائهم ويكنيهم، يأكل على الأرض ويأكل كما يأكل العبد ويجلس كما يجلس العبد ويقول إنما أنا عبد وما رؤى يأكل متكئا قط يحب التيامن في شأنه كله أي يبدأ باليمين وإذا جاء شهر رمضان أطلق كل أسير وكان حسن الإصغاء إلى محدثه لا يلوى عن أحد وجهه ولا يكتفي بالاستماع إلى من يحدثه بل يلتفت إليه بكل جسمه. (1) [3] - 3 - قال اليعقوبي:
وكان رسول الله فخما مفخما، ظاهر الوضاءة، مبتلج الوجه، حسن الخلق، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة، وسيما، قسيما، لم يماشه أحد من الناس إلا طاله، وإن كان المماشي له طويلا، عظيم الهامة، رجل الشعر إن تفرقت عقيقته انفرقت فرقا، لا يجاوز شعره شحمة أذنه، أزهر اللون، مشربا حمرة، في عينه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صحل، وفي لحيته كثافة، وكان أكثر شيبه في لحيته حول الذقن وفي رأسه في فودي رأسه، سهل الخدين، ضليع الفم، حلو المنطق لا نزر ولا هدر، دقيق المسربة، معتدل الخلق، عريض الصدر والكتف، بعيد ما بين المنكبين، واسع الظهر، غير ما تحت الإزار من الفخذ والساق، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري ما سوى ذلك من الشعر، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحتين، شثن الكفين والقدمين، شائل الأطراف، خمصان الأخمصين، ذريع المشية، إذا مشى كإنما ينحط من صبب أو يتقلع من صخر; وإذا التفت التفت معا خافض الطرف، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يبدأ من لقى بالسلام وكان جل جلوسه القرفصى وكان يأكل على الأرض، وكان إذا دعاه رجل فقال: يا رسول الله قال: لبيك; وإذا قال: يا أبا القاسم قال: يا أبا القاسم; وإذا قال: يا محمد قال: يا محمد; وإذا أخذ الرجل بيده لم ينزعها