وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة وأحسنهم حوارا وأعظمهم حلما وأمانة وأصدقهم حديثا وأبعدهم من الفحش والأذى ومارؤي ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الأمين، لما جمع الله من الأمور الصالحة فيه وما انتقم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لنفسه الا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله ولا سئل شيئا قط فمنعه إلا أن يسأل مأثما. وما أتى في غير حد إلا عفا. ولم يكن خلق أبغض إليه من الكذب.
وفي الطبقات أيضا: سأل الحسن بن علي أباه (عليهما السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: كان يقول:
أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة وكان يخزن لسانه إلا مما يعني الناس ويؤلفهم ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد بشره يعطى كل واحد من جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، إذا قام معه أحد أو جالسه في حاجة لم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول. مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات، يوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب وكان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار وما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث: لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه يصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته ولا يقطع على أحد حديثه. (1) [2] - 2 - وقال أيضا:
ومما جاء في صفته (صلى الله عليه وآله) أنه كان يسأل عن أصحابه، فإن كان أحدهم غائبا دعا له أو شاهدا زاره أو مريضا عاده، ما ضرب امرأة ولا خادما ولا تزيده كثرة الجهل عليه إلا حلما، يحب الفأل ويغير الاسم القبيح بالحسن، يخالط أصحابه ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجره، يجيب دعوة الحر والعبد، لم ير قط مادا