تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٨٧
اتصافها به، نعم يصح اتصاف بعض أفرادها المتحد معه به، لكنه باعتبار كونه فردا منه متحد معه، لا باعتبار كونه فردا من الصلاة، كما لا يخفى.
هذا، ثم إنه لما كان من أقوال المسألة التفصيل بين دلالة النهي على الفساد في العبادات دون المعاملات، فينبغي التعرض على نحو الإجمال لمعنى العبادة والمعاملة، فنقول:
المعاملة إنما هي مقابلة للعبادة، فمعرفتها تعرف بالمقابلة، فالحري التعرض لتعريفها خاصة.
فاعلم أنهم عرفوها بتعاريف:
أجودها: أنها ما يتوقف صحتها على نية القربة، ومرادهم بالقربة ليس مجرد عدم الرياء، بل إنما هي أمر وجودي وهو إيقاع الفعل لداعي جهة من الجهات المضافة إلى الله تعالى وهذا التعريف كغيره من التعاريف إنما هو للماهيات المخترعة من العبادات، وإلا فمن المعلوم أن منها ما يلازم وجود موضوعها في الخارج لصحتها من غير توقف على أمر آخر وراء ما اعتبر في تحقق موضوعها، كالخضوع لله تعالى والسجود والركوع له تعالى وغير ذلك مما اعتبرت القربة في تحقق موضوعها، فإنها لا تحتاج في وقوعها صحيحة إلى نية قربة أخرى كما لا يخفى، والحد المذكور لا يشملها، وهذا النحو من العبادات غير مجعولة عبادة لأنها بأنفسها عبادة. ومنها: ما لا يتوقف صحتها ولا تحقق موضوعها على القربة مع توقف وقوعها عبادة عليها، بمعنى أنها بالنظر إلى نوعها ليست مجعولة عبادة، وليست مما تكون بنفسها كذلك، ولا يتوقف ترتب الأثر المقصود من نوعها عليها على القربة، بل يتوقف وقوعها عبادة عليها، كما في الأمور المعاملية التي يفعلها المكلف قاصدا بها القربة، فإنها بمجرد ذلك القصد تقع عبادة بلا شبهة، مع عدم صدق الحد المذكور عليها، لعدم توقف صحتها عليه، كما عرفت.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377