تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٧٦
هذا، لكن الظاهر كما اختاره - دام ظله - أيضا كون الغسل مما يقبل الاتصاف بهما، فإنه من حيث إنه وإن لم يقع في الخارج على قسمين، لكنه باعتبار سببيته لرفع الخبث يقع فيه على قسمين، والصحيح منه ما يفيد رفعه، والفاسد منه ما لا يفيده، فموضوع الأصل المذكور إنما هو الغسل حال كون الفاعل في صدد رفع الخبث، وهو غير ملازم لرفع الخبث، فيجري فيه الأصل المذكور، فاندفع الإشكال، وبه يندفع الإشكال عن الاستنجاء أيضا.
والظاهر أنه - أيضا - كالغسل من حيث اتصافه بالصحة والفساد ووقوعه في الخارج على قسمين.
ويظهر اختيار ذلك من شيخ الطائفة - قدس سره - على ما حكي عنه في مسألة الاستنجاء، حيث إنه حكم بفساد الاستنجاء الواقع بالعظم والروث محتجا عليه بورود النهي عنه، وهو يقتضي الفساد.
وكيف كان، فلا ينبغي الإشكال في إجراء الأصل المذكور في الغسل والاستنجاء، نظرا إلى التوجيه المذكور، ولولاه لانسد باب الرجوع إلى ذلك الأصل في أبواب العقود والإيقاعات أيضا كما لا يخفى على المتأمل لجريان الإشكال المذكور فيها بعينه فيقال - في مثل البيع -: إن الأصل المذكور إن لوحظ فيه بالنسبة إلى طبيعة البيع - وهو الإيجاب والقبول - فيكون حاله حال طبيعة الغسل، وإن لوحظ بالنسبة إلى أثره فيكون حاله حال رفع الخبث، وإن لوحظ بالنسبة إلى عنوان نقل الملك فحاله حال التطهير.
ويندفع الإشكال المذكور عنها أيضا بالتوجيه المتقدم، فعليك بالتطبيق، فلا نطيل الكلام بإعادته.
ثم إن الصحة والفساد في العبادات من الأحكام العقلية بناء على تفسيرهما بموافقة الأمر وعدم الموافقة له، فإن الموافقة والمخالفة من الأمور الواقعية [التي] يدركها العقل، ولا سبيل للجعل إلى شيء منهما بالضرورة.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377