موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٧٧
فليفعل، وأما أنا فوالله لئن شتمني لأشتمنك أنت مثلها بما لا أكذب فيه، ولا أقول إلا حقا.
قال عثمان: ولم لا يشتمك إذا شتمته؟!، فوالله ما أنت عندي بأفضل منه!
فغضب علي بن أبي طالب، وقال: ألي تقول هذا القول؟! وبمروان تعدلني!!
فأنا والله أفضل منك! وأبي أفضل من أبيك! وأمي أفضل من أمك! وهذه نبلي قد نثلتها (1)، وهلم فانثل بنبلك (2).
فغضب عثمان، واحمر وجهه، فقام ودخل داره. وانصرف علي، فاجتمع إليه أهل بيته، ورجال من المهاجرين والأنصار.
فلما كان من الغد واجتمع الناس إلى عثمان شكا إليهم عليا، وقال: إنه يعيبني ويظاهر من يعيبني - يريد بذلك أبا ذر وعمار بن ياسر وغيرهما -. فدخل الناس بينهما، حتى اصطلحا، وقال له علي: والله، ما أردت بتشييع أبي ذر إلا الله تعالى (3).

(١) نثل كنانته نثلا: استخرج ما فيها من النبل (لسان العرب: ١١ / 645).
(2) كذا، والظاهر أن الصحيح: " نبلك ".
(3) مروج الذهب: 2 / 348.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست