فليفعل، وأما أنا فوالله لئن شتمني لأشتمنك أنت مثلها بما لا أكذب فيه، ولا أقول إلا حقا.
قال عثمان: ولم لا يشتمك إذا شتمته؟!، فوالله ما أنت عندي بأفضل منه!
فغضب علي بن أبي طالب، وقال: ألي تقول هذا القول؟! وبمروان تعدلني!!
فأنا والله أفضل منك! وأبي أفضل من أبيك! وأمي أفضل من أمك! وهذه نبلي قد نثلتها (1)، وهلم فانثل بنبلك (2).
فغضب عثمان، واحمر وجهه، فقام ودخل داره. وانصرف علي، فاجتمع إليه أهل بيته، ورجال من المهاجرين والأنصار.
فلما كان من الغد واجتمع الناس إلى عثمان شكا إليهم عليا، وقال: إنه يعيبني ويظاهر من يعيبني - يريد بذلك أبا ذر وعمار بن ياسر وغيرهما -. فدخل الناس بينهما، حتى اصطلحا، وقال له علي: والله، ما أردت بتشييع أبي ذر إلا الله تعالى (3).