على القول في ديننا!
فقال له عثمان: ما أكثر أذاك لي! غيب وجهك عني؛ فقد آذيتنا. فخرج أبو ذر إلى الشام.
فكتب معاوية إلى عثمان: إن أبا ذر تجتمع إليه الجموع، ولا آمن أن يفسدهم عليك، فإن كان لك في القوم حاجة فأحمله إليك.
فكتب إليه عثمان بحمله. فحمله على بعير، عليه قتب يابس، معه خمسة من الصقالبة (1) يطيرون (2) به، حتى أتوا به المدينة، وقد تسلخت بواطن أفخاذه، وكاد أن يتلف، فقيل له: إنك تموت من ذلك. فقال: هيهات، لن أموت حتى أنفى. وذكر جوامع ما ينزل به بعد، ومن يتولى دفنه.
فأحسن إليه في داره أياما، ثم دخل إليه فجلس على ركبتيه، وتكلم بأشياء، وذكر الخبر في ولد أبي العاص: " إذا بلغوا ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا "... وكان في ذلك اليوم قد أتى عثمان بتركة عبد الرحمن بن عوف الزهري من المال، فنثرت البدر حتى حالت بين عثمان وبين الرجل القائم، فقال عثمان: إني لأرجو لعبد الرحمن خيرا؛ لأنه كان يتصدق، ويقري الضيف، وترك ما ترون.
فقال كعب الأحبار: صدقت يا أمير المؤمنين، فشال أبو ذر العصا، فضرب بها رأس كعب، ولم يشغله ما كان فيه من الألم، وقال: يا بن اليهودي تقول لرجل