يخاف في الله لومة لائم، ثم خليفة من بعدك، تقتله أمة ظالمون، ثم يقع البلاء بعده.
وروى ابن عساكر عن الأقرع مؤذن عمر أن عمر - رضي الله تعالى عنه - دعا الأسقف فقال: هل تجدون في شيئا من كتابكم؟، قال: نجد صفتكم وأعمالكم، ولا نجد أسماء كم، قال:
كيف تجدوني؟ قال: قرنا من حديد، قال: ما قرن من حديد؟ قال: أمير شديد، قال عمر: الله أكبر، قال: فما الذي من بعد؟ قال: رجل صالح يؤثر أقرباءه، قال (عمر) (1): يرحم الله ابن عفان فما الذي من بعده؟ قال: صداء حديد، قال عمر: وا دفراه قال: مهلا، يا أمير المؤمنين، فإنه رجل صالح، ولكن تكون خلافته في هراقة من الدماء، والسيف مسلول.
روى الدينوري في " المجالسة " وابن عساكر من طريق زيد بن أسلم قال: أخبرنا عمر بن الخطاب قال: خرجت مع ناس من قريش في تجارة إلى الشام في الجاهلية فلما خرجنا إلى مكة نسيت قضاء حاجة فرجعت فقلت لأصحابي: ألحقكم فوالله إني لفي سوق من أسواقها إذا أنا ببطريق قد جاء فأخذ بعنقي فذهبت أنازعه فأدخلني كنيسته فإذا تراب متراكب بعضه على بعض فدفع إلي مجرفة وفأسا وزنبيلا وقال: انقل هذا التراب فجلست أتفكر في أميري كيف أصنع فأتاني في الهاجرة فقال لي: لم أرك أخرجت شيئا ثم ضم أصابعه فضرب بها وسط رأسي فقمت بالمجرفة فضربت بها هامته فإذا دماغه قد انتثر ثم خرجت على وجهي ما أدري أين أسلك فمشيت بقية يومي وليلتي حتى أصبحت فانتهيت إلى دير فاستظللت في ظله فخرج إلي رجل فقال: يا عبد الله ما يجلسك هاهنا قلت: أضللت عن أصحابي فجاءني بطعام وشراب وصعد في النظر وخفضه ثم قال: يا هذا قد علم أهل الكتاب أنه لم يبق على وجه الأرض أحد أعلم مني بالكتاب وإني أجد صفتك الذي تخرجنا من هذا الدير وتغلب على هذه البلدة فقلت له: أيها الرجل قد ذهبت في غير مذهب قال: ما اسمك قلت: عمر بن الخطاب قال: أنت والله صاحبنا وهو غير شك فاكتب لي علي ديري وما فيه قلت: أيها الرجل قد صنعت معروفا فلا تكدره؟ فقال: اكتب لنا كتابا من رق ليس عليك فيه شئ، فإن تك صاحبنا فهو ما نريد، وإن تكن الأخرى فليس يضرك، قلت: هات وكتبت له، ثم ختمت عليه فلما قدم عمر الشام في خلافته أتاه ذلك الراهب، وهو صاحب دير القدس بذلك الكتاب، فلما رآه عمر تعجب منه وأنشأ يحدثنا حديثه، فقال: أوف لي بشرطي، فقال: عمر: ليس لعمر ولا لابن عمر منه شئ.
الثالث: في قوله - صلى الله عليه وسلم - يا أخي أشر كنا في دعائك، وقوله:
" اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب ".