الباب الثاني عشر في بعض تراجم بني العباس رضي الله تعالى عنهم غير من تقدم - رضي الله تعالى عنهم - وفيه.
الأول: عبد الرحمن - رضي الله عنه - ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم - ولا بقية له وكان أصغرا إخوته قال البلاذري: مات في طاعون عمواس.
وقال مصعب: استشهد بأفريقية مع أخيه معبد في خلافة عثمان - رضي الله تعالى عنه - سنة خمس وثلاثين مع عبد الله بن أبي السرح، وقال ابن الكلبي - رحمه الله تعالى استشهد بالشام.
الثاني: - معبد يكنى أبا عباس ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - ولم يحفظ عنه شيئا واستعمله علي - رضي الله تعالى عنه - على مكة واستشهد بأفريقية وله عقب.
الثالث: كثير يكنى أبا تمام ولد قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأشهر في سنة عشر من الهجرة، كان رضي الله تعالى عنه فقيها ذكيا فاضلا أمه وأم أخيه تمام رومية اسمها سبا، وقيل:
حميرية.
الرابع: السراج تمام ولد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروي عنه قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تدخلوا علي قلحا فلولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة ". رواه البغوي.
قال أبو عمر رحمه الله وكان تمام أصغر أولاد العباس وكان يحمله، ويقول:
تموا بتمام فصاروا عشره * يا رب فاجعلهم كراما برره واجعل لهم ذكرا وأنم الشجرة قال ابن سعد: وله من الإناث أم حبيبة وزميمة وصفية وأكثرهم من لبابة أم الفضل.
تنبيهان:
الأول: ما ذكره أبو عمر من أن تميما أصغر أولاد العباس رضي الله عنه يعارض ما تقدم من كثير، لأنه ذكر أن كثيرا ولد قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأشهر وذكر أن تماما روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيكون كثيرا أصغر منه قطعا.
الثاني في بيان غريب ما سبق:
عمواس: [...].
إفريقية: [يطلق على الجزء الشمالي من قارة إفريقيا المطل على البحر الأبيض غربي مصر].
له عقب: أي ولد.
القلخ: صقرة تعلو الأسنان ووسخ يركبها.
السواك [...].