فقال: أيها الناس إني قد أقلتكم رأيكم، إني لست بخيركم فبايعوا خير كم، فقاموا إليه فقالوا: يا خليفة رسول الله، أنت والله خير منا، فقال: يا أيها الناس، إن الناس دخلوا في الاسلام طوعا وكرها فهم عواد الله وجيران الله فإن استطعتم أن لا يطلبنكم الله بشئ من ذمته فافعلوا إن لي شيطانا يحضرني فإذا رأيتموني فأجيبوني لا أمثل بأشعار كم وأيشادكم، يا أيها الناس، تفقدوا ضرائب علمائكم، إنه لا ينبغي للحم نبت من سحت أن يدخل الجنة إلا وراعوني بأنصاركم، فإن استقمت فاتبعوني [وإن زغت فقوموني وإن أطعت الله فأطيعوني وإن عصيت الله فأعصوني] (1).
وروى الإمام أحمد عن قيس بن أبي حازم رحمه الله تعالى قال: إني لجالس عند أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشهر فذكر قصة فنودي في الناس:
الصلاة جامعة، (وهي أول صلاة في المسلمين نودي بها أن الصلاة جامعة) (2) فاجتمع الناس وصعد المنبر شيئا صنع له كان يخطب عليه وهي أول خطبة في الاسلام، قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " أيها الناس، لوددت أن هذا كفايته غيري، ولئن أخذتموني سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ما أطيقها، إنه كان لمعصوما من الشيطان، وإن كان لينزل عليه الوحي من السماء.
وروى الإمام أحمد برجال الصحيح عن ابن أبي مليكة، وابن أبي مليكة يدرك أبا بكر الصديق، قال: قيل لأبي بكر: يا خليفة الله، قال: أنا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروى الإمام أحمد برجال الصحيح عن قيس بن أبي حازم - رحمه الله تعالى - قال: رأيت عمرا وبيده عسيب وهو يقول: اسمعوا وأطيعوا لخليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء مولى لأبي بكر يقال له شديد بصحيفة، فقرأها على الناس، فقال: يقول أبو بكر: اسمعوا، وأطيعوا لمن في هذه الصحيفة فوالله ما ألوتكم قال قيس: فرأيت عمر بعد ذلك على المنبر (3).
وروى الترمذي وقال: حسن غريب عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا أبا بكر، قل اللهم، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت رب كل شئ ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم ".
وروى الطبراني في الكبير عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - أن رسول