جماع أبواب ذكر العشرة الذين شهد لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة وبعض فضلهم وقد ألف العلماء في هذا الباب كتبا كثيرة، وأجمعها كتاب الرياض النضرة للامام العلامة المحدث الفقيه شيخ الشافعية بالبلد الحرام.
الباب الأول في بعض فضائلهم على سبيل الاشتراك وفيه أنواع:
الأول: في ذكر أنسابهم.
تقدم في النسب النبوي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن مضر بن مالك بن النضر بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. إذا علمت ذلك فأبو بكر اسمه عبد الله، قال الامام النووي في تهذيب الأسماء واللغات: وهو الصحيح المشهور وقيل عتيق، والصواب الذي عليه كافة العلماء أن عتيقا لقب لقب به لعتقه من النار.
وقيل: لعتاقة وجهه أي حسنه. وقيل: لأنه لم يكن في نسبه شئ يعاب واجتمعت الأمة على تسميته بالصديق، لأنه بادر إلى تصديق رسول الله عليه الصلاة والسلام ولازم الصدق فلم تقع منه هناة ما ولا وقفة في حال من الأحوال. قال الشيخ في تاريخ الخلفاء: ذكر ابن مسدي أنه كان يلقب به في الجاهلية لما عرف عن الحسن البصري وقتادة: أول ما اشتهر به صبيحة الاسراء وروى الحاكم عن النزال بن سبرة منه من الصدق، قال ابن إسحاق قال: قلنا لعلي: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن أبي بكر، قال: ذاك امرؤ سماه الله تعالى الصديق على لسان جبريل، وعلى لسان محمد، كان خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصلاة رضية لديننا فنرضاه لدنيانا.
وقيل: سمي بعتيق أولا ثم بعبد الله.
وروى الطبراني عن القاسم بن محمد أنه سأل عائشة - رضي الله تعالى عنها - عن اسم أبي بكر فقالت: عبد الله فقال: إن الناس يقولون: عتيق، قالت: إن أبا قحافة، كان له ثلاثة أولاد سمى عتيقا ومعتقا ومعيتقا.