الباب الرابع والأربعون في إرساله - صلى الله عليه وسلم - وبرة، وقيل: وبر بن بحيس إلى داذويه [وقيل: وبر بن يحنس. قال ابن عبد البر: ويقال: ابن محصن الخزاعي، له صحبة، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى داذويه وفيروز الديلمي وجشيش الديلمي باليمن، ليقتلوا الأسود الكذاب العنسي الذي ادعى النبوة.
روى سيف بن عمر في كتاب الردة عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: قاتل النبي صلى الله عليه وسلم مسيلمة والأسود وطليحة بالرسل، ولم يشغله ما كان فيه من الوجع عن أمر الله تعالى، فبعث وبر بن يحنس الأزدي إلى فيروز وجشيش الديلميين وداذويه الإصطخري، وكانت هذه الحكاية في مرضه الذي مات فيه صلى الله عليه وسلم] الباب الخامس والأربعون في إرساله - صلى الله عليه وسلم - الوليد بن بحر الجرهمي - رضي الله تعالى عنه - إلى أقيال اليمن [بعثه إلى الأقيال من أهل حضرموت - قاله القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي في عيون المعارف وفنون أخبار الخلائف].
الباب السادس والأربعون في إرساله - صلى الله عليه وسلم - أبا أمامة صدي بن عجلان - رضي الله تعالى عنه - إلى قومه باهلة [هو صدي - بالتصغير - ابن عجلان بن الحارث، ويقال: ابن وهب، ويقال: ابن عمرو بن وهب بن عريب بن وهب بن رياح الباهلي، أبو أمامة. مشهور بكنيته، كان مع علي بصفين، مات سنة ست وثمانين، قال ابن عبد البر: بغير خلاف. روى أبو يعلى من طريق أبي غالب عن أبي أمامة قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قومي، فانتهيت إليهم وأنا طاو، وهم يأكلوا الدم، فقالوا: هلم قلت: إنما جئت أنها كم عن هذا، فنمت وأنا مغلوب، فأتاني آت بإناء فيه شراب، فأخذته وشربته، فكظني بطني، فشبعت ورويت، ثم قال رجل منهم: أتاكم رجل من سراة قومكم فلم تتحفوه، فأتوني بلبن، فقلت: لا حاجة لي به، ورأيتهم بطني، فأسلموا عن آخرهم.
ورواه البيهقي في الدلائل، وزاد فيه أنه أرسله إلى قومه باهلة].