لا يأتيك نوم، حتى خرجت من عندي، فما عدا أن دخلت فسمعت غطيطك قال: (أجل، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية دراهم بعد أن أمسى، فما ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لو لقي الله وهي عنده) (1).
وروى الإمام أحمد وأبو يعلى، وقاسم بن ثابت، برجال الصحيح عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ساهم الوجه، فحسبت ذلك من وجع، فقلت يا رسول الله: ما لك ساهم الوجه؟ قال: (من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا أمس أمسينا وهي في خصم الفراش، فأتتنا، ولم ننفقها).
وروى الحميدي برجال ثقات - عن عائشة رضي الله تعالى عنها: ذهبا كانت أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتثاقل من الليل وهي أكثر من السبعة، وأقل من التسعة، فلم يصبح حتى قسمها، فقال: (ما ظن محمد بربه لو مات وهذه عنده) (2).
وروى أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه والخلعي عن الحسن بن محمد رحمه الله تعالى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل ما لا عنده، ولا يبيته، قال ابن سلام: يعني إن جاءه غدوة لم ينتصف النهار حتى يقسمه، وإن جاءه عشية لم يبت حتى يقسمه (3).
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
الأمل: كجبل: الرجاء.
الوليدة: بواو فلام مكسورة، فمثناة تحتية، فدال مهملة: واحدة الولائد.
أسيغها: بهمزة مضمومة فسين مهملة، فتحتية، فغين معجمة: أي لم يدخل في حلقي سهلا.
أغص بهمزة مضمومة، فغين معجمة مفتوحة، فصاد مهملة: أشرق به، ويقف في حلقي.
الغطيط: بغين معجمة، وروي بخاء معجمة، وأنكرها ابن بطال: الصوت الذي يخرج مع نفس النائم.
ساهم الوجه: بالمهملة: متغير اللون.
خصم الفراش: بمعجمة فمهملة: طرفه.