رسول الله صلى الله عليه وسلم في سقيفته التي عند المسجد، قال سهل بن سعد، فاستسقاني فقدمت له وطبة فشرب، ثم قال: (كانت الأولى أطيب من الأخرى فقلت يا رسول الله هما من شن واحد، ثم نادى أبا بكر فشرب، وعمر عن يمينه.
النوع الخامس: في أمره صلى الله عليه وسلم بالبداءة بمن انتهى إليه القدح.
روى الإمام أحمد برجال الصحيح - وفيه راو لم يسم - عن عبد الله بن بسر رضي الله تعالى عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمت إليه عذق تمر نعله به، وطبخت له، وسقيناهم، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسقى الذي عن يمينه، ثم أخذت القدح حين نفذ ما فيه فجئت بقدح آخر، وكنت أنا الخاتم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعط القدح الذي انتهى).
النوع السادس: في شربه صلى الله عليه وسلم بعد أصحابه إذا سقاهم.
روى الإمام أحمد وأبو يعلى برجال ثقات عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنه قال: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عطش فنزلنا منزلا، فأتي بإناء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسقى أصحابه، وجعلوا يقولون: اشرب، فيقول صلى الله عليه وسلم: (ساقي القوم آخرهم شربا) حتى سقاهم كلهم (1).
وروى أبو الشيخ وابن حبان عن أنس رضي الله تعالى عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسقي أصحابه، قالوا: يا رسول الله لو شربت، فقال: (ساقي القوم آخرهم).
وروى أبو يعلى عن أبي بكر رضي الله تعالى عنه قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فبعث إليه امرأة مع ابن لها شاة، فحلب، ثم قال: (انطلق به إلى أمك)، فشربت حتى رويت، ثم جاء بشاة أخرى، فحلب ثم سقي أبا بكر، ثم جاءه بشاة أخرى، فحلب، ثم شرب.
النوع السابع: في شربه مصا وتنفسه ثلاثا.
وروى الطبراني عن بهز قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك عرضا ويشرب مصا، ويتنفس ثلاثا ويقول: (هو أهنأ وأمرأ وأبرأ) (2).
وروى أيضا عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعب يشرب مرتين أو ثلاثا.
وروى أبو بكر الشافعي عن ربيعة بن أكثم رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك عرضا، ويشرب مصا، ويقول: هو أهنأ).