جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٢٧١
(1) فلم يكن إلا كنحر جزور أو نومة حتى أتيناهم عن آخرهم؟ فهاتيك أجسادهم مجردة وثيابهم مرملة؟ وخدودهم معفرة تصهرهم الشمس وتسفي عليهم الرياح بقاع سبسب طعمة للعقاب والرخم (2).
وعن (علي بن) عبد العزيز (عن الزبير بن بكار) عن محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي (عن أبيه) قال:
لما خرج الحسين إلى الكوفة ساخطا لولاية يزيد بن معاوية، كتب يزيد بن معاوية لعبيد الله بن زياد الدعي وهو واليه على العراق: أنه بلغني أن حسينا قد سار إلى الكوفة (1) وقد ابتلى به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان وابتليت أنت به من بين العمال، وعندها تعتق أو تكون عبدا (كما يعتبد العبيد)!!!
فقتله (عبيد الله) - قاتله الله ولعنه وأخزاه - وبعث برأسه وثقله وأهله إلى يزيد، فلما وضع الرأس بين يديه تمثل بقول (حصين) بن الحمام المري:
نفلق هاما من رجال أعزة علينا وإن كانوا؟ أعق وأظلما فقال له علي بن الحسين - رحمه الله (3) وهو في السبي -: كتاب الله أولى بك من

(١) هكذا شأن أبناء من غلب، وكلاب أهل النار، وفراش خروء الطواغيت، مرتزقة المنافقين في التقول بالباطل والتفوه بالترهات، ويكفي لقطع نباح هذا الشقي وأمثاله، المراجعة إلى ما تجلى في يوم عاشوراء من مسابقة الحسين وأصحابه عليهم السلام في الرواح إلى الله تعالى برواية الموثوقين من المؤرخين.
وكذا يكفي ما أبداه بعض الحاضرين في كربلاء من أشقاء هذا الرجس زحر بن قيس حيث اعتذر عن قتاله وقتله لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما رواه عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار (٥١) من شرحه على نهج البلاغة ج ٣ ص ٣٠٧، وفي ط الحديث بمصر ج 3 ص 262، قال:
ثارت علينا إصابة أيديها في مقابض سيوفها كالأسود الضارية تحتم الفرسان يمينا وشمالا وتلقي أنفسها على الموت، لا تقبل الأمان ولا ترغب في المال، ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنية، أو الاستيلاء على الملك، فلو كففنا عنها رويدا لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها!!.
(2) وفي كتاب العقد الفريد: " وهامهم مزملة، وخدودهم معفرة... بقاع سبسب، زوارهم العقبان والرخم.
قال: فدمعت عينا يزيد، وقال: لقد كنت أقنع من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن ابن سمية أما والله لو كنت صاحبه لتركته، رحم الله أبا عبد الله وغفر له.
(3) وفي العقد الفريد: خرج الحسين إلى الكوفة... فكتب يزيد إلى عبيد الله... وهو واليه بالعراق: إنه قد بلغني...
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319