جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٢٤١
(ثم قال معاوية:) وكأني أراك على عصاك هذه وقد انكفأ عليك الناس يقولون:
هذه عكرشة بنت الأطروش فقد كدت تقتلين أهل الشام (1) لولا قدر الله وكان أمر الله قدرا مقدورا، فما حملك على ذلك؟
قالت: يا أمير المؤمنين يقول الله تبارك وتعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) * الآية: (101 / المائدة: 5) إن اللبيب إذا كره أمرا كره إعادته (2).
قال (معاوية): صدقت فاذكري حاجتك. قالت: إنه كانت صدقاتنا تؤخذ من أغنيائنا فترد على فقرائنا وقد فقدنا ذلك فما يجبر لنا كسير ولا يقل لنا عسير ولا ينعش لنا فقير!! فإن كان ذلك عن رأيك فمثلك من انتبه من الغفلة وراجع التوبة، وإن كان عن غير رأيك فما مثلك من يستعين بالخونة ولا يستعمل الظلمة.
قال معاوية: يا هذه إنه تنوبنا من أمور الرعية ما يوجب ذلك (3).
قالت: سبحان الله والله ما فرض الله لنا حقا فجعل فيه ضرارا لغيرنا وهو سبحانه علام الغيوب!!
قال معاوية: هيهات والله يا أهل العراق فقهكم علي فلن تطاقوا!! (4) ثم أمر لها بما سألت من ذلك.

(١) هذا هو الظاهر، وفي أصلي: " فإن كدت تقتلين أهل الشام ". وفي العقد الفريد: " فإن كنت لتقتلين أهل الشام ". وفي تاريخ دمشق: " فإن كدت لتلفتين عني أهل الشام؟... ".
(٢) كذا في أصلي، وفي بلاغات النساء وتاريخ دمشق: " إن اللبيب إذا كره أمرا يحب اعادته ".
(٣) كذا في أصلي، وفي العقد الفريد: " يا هذه إنه ينوبنا من أمور رعيتنا أمور تنبثق وبحور تنفهق ".
وفي بلاغات النساء: " يا هذه إنه تنوبنا أمور هي أولى بنا منكم من بحور تنبثق، وثغور تنفتق ".
ومثله في تاريخ دمشق غير أن فيه: " من نحور تنبثق ".
(٤) هذا هو الصواب الموافق لكتاب بلاغات النساء، وتاريخ دمشق، وفي أصلي ومثله في العقد الفريد:
" نبهكم علي.. ".
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست