(ثم قال معاوية:) وكأني أراك على عصاك هذه وقد انكفأ عليك الناس يقولون:
هذه عكرشة بنت الأطروش فقد كدت تقتلين أهل الشام (1) لولا قدر الله وكان أمر الله قدرا مقدورا، فما حملك على ذلك؟
قالت: يا أمير المؤمنين يقول الله تبارك وتعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) * الآية: (101 / المائدة: 5) إن اللبيب إذا كره أمرا كره إعادته (2).
قال (معاوية): صدقت فاذكري حاجتك. قالت: إنه كانت صدقاتنا تؤخذ من أغنيائنا فترد على فقرائنا وقد فقدنا ذلك فما يجبر لنا كسير ولا يقل لنا عسير ولا ينعش لنا فقير!! فإن كان ذلك عن رأيك فمثلك من انتبه من الغفلة وراجع التوبة، وإن كان عن غير رأيك فما مثلك من يستعين بالخونة ولا يستعمل الظلمة.
قال معاوية: يا هذه إنه تنوبنا من أمور الرعية ما يوجب ذلك (3).
قالت: سبحان الله والله ما فرض الله لنا حقا فجعل فيه ضرارا لغيرنا وهو سبحانه علام الغيوب!!
قال معاوية: هيهات والله يا أهل العراق فقهكم علي فلن تطاقوا!! (4) ثم أمر لها بما سألت من ذلك.